القائمة الرئيسية

الصفحات

من يعرف معنى كلمة الثورة يعرف انها اكبر من حكاية ازاحة رئيس او حتى هدم للسلطة ، الثورة فعل مستمر ضد علاقات و انظمة و ترابطات اجتماعية و اقتصادية و كبت و لهذا فمن يرى الاكتفاء من الثورة بما تم فهو مخطئ او سئ النية الثورة حتى الان لم تنتج الا ازاحة بعض الاشخاص من وظائفهم بينما كل ما كان مسببا للثورة او محفزا لها و كل العلاقات القديمة التى تسببت في ظلم و قهر و كبت الشعب ما زالت موجودة 
الثورة المصرية نجحت فى فرض الحركة على قطار متوقف منذ ستين عام لكننا يجب الا نكتفى بالخروج من المحطة لأننا لم نصل الى اى نقطة بعد من نقاط الموجودة على خريطة القطار مازالت امامنا مسافات طويلة يجب ان نقطعها قبل ان نصل الى شئ ملموس فعلا 
اتعجب ممن يرهن ارادة الشعب بحركة بعض الاشخاص من منطلق ان ندعهم يتصرفوا خلال الفترة الباقية لا افهم كيف يمكن ان يكون منطقنا هو في السكوت السلامة 
مصر دولة محورية في الاستراتيجيات العالمية و اى خريطة للتحركات الاستراتيجية و العسكرية العالمية في المنطقة يكون لمصر مكان اما في ضمان الارتباط او ضمان الصمت و الا تكون التحركات عدوانية بالنسبة لنا و بالتالى فإن ما يتم الان هو رسم مكان مصر في الفترة القادمة بشكل يضمن ان تكون مع جهة ما او على الاقل تواصل مرحلة الصمت بالشكل السعودى و عليه فأما ان نفهم اننا يجب ان نحدد مفهومنا للثورة او نواصل الانجراف الى بناء شكل جديد لدولة تمارس سياسات قديمة بصياغات حديثة و لهذا فالثورة ليست فقط في محاكمات و ازالة فساد و علاقات داخلية برجوازية تراعى الاغنياء بل ان الثورة الحقيقية هى فك الارتباط بالوحش الامريكى و بناء سياسة خارجية مستقلة نابعة من ريادة مصر في منطقتها و لن يرضى عنا الامريكان و لا اسرائيل حتى نتبع خطتهم في بناء سلطة جديدة ديماجوجية ترضى شغف الفقراء و المطحونين بجنة عرضها طول مصر و عرضها و قبلتها في الروضة و يأتيها وحيها من محطات الرحمة و الناس بينما وزارة الخارجية الامريكية حاضرة بيننا تطمئن و ترتب اولوياتنا القادمة و تحدد لنا كيف نتصرف فيما بيننا 
الثورة يجب ان تستمر حتى تصل الى واشنطون بحيث لا يكون بيرنز و لا كارتر هو الوسيط و لا البندول بين الجيش و البرلمان و لن يقبل المصريين ان يكون الامريكى هو الوسيط لتقسيم غنائم مرحلة ما بعد الثورة و لن تكون واشنطون هى الضامن لأى طرف مدين ضد الاخر 
لن يقبل الشباب ان يروا الامريكان يتجولوا بين مكاتب الغرماء في القاهرة بينما تم توجيه الاتهام لهؤلاء الشباب بأنهم يخربوا مصر الثورة ستكتمل و ستمر من عنق الزجاجة الامريكى و ستنطلق الثورة بأسرع مما يطمع الامركان في عرقلتها بتربيطات و فرامل اخوانية او عسكرية و ستقف مصر بشبابها " اخوان و ليبراليين " امام سكاكين العواجيز الذين يقسموا التورتة بين غرماء بلا اسنان 
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments