القائمة الرئيسية

الصفحات

ملف خاص..الافضل والأسوأ فى 2012


هل صدفة أن تكون «السنة اللى فاتت» سنة «كبيسة»، بينما السنة اللى قبلها، سنة الثورة ونقائها الأول، هى سنة بسيطة؟ هذه نواميس كونية بكل تأكيد، لكن لا بد أن ذلك يحمل إشارات ودلالات لا تخفى على كل فاهم. سنة فيها أول انتخابات رئاسية ديمقراطية بعد الثورة، وأول دستور يضعه الشعب بإرادته، وأحزاب جديدة تولد من قلب الشارع، ورموز نظام سابق يحاكَمون لفسادهم، كان ينبغى أن تكون سنة بسيطة ومبهجة، لكن لأن الانتخابات لم تكن ديمقراطية، ولأن الشعب لم يضع دستوره، بل وضعته جماعة مع نفسها، ولأن المعارضين تحولوا إلى «كفار»، ولأن القانون صار محاصَرا بتعليمات عليا، كانت السنة كبيسة والحمد لله، حتى إنها عصب عليها أن تمر دون أن تعطينا إشارة بأن الحالة الاقتصادية تكاد تقول لـ«الحضيض»: «قوم وأنا أقعد مكانك»! حلوة السنة اللى فاتت، هذا أمر يعود إليك طبعا، لكننا قررنا الاحتفال برحليها- وهل هناك احتفال بالرحيل؟!- على طريقتنا فى صفحات هذا الملف، وكلنا رجاء أن تكون 2013 سنة ألطف وأحلى وأبسط على هذا الوطن وأهله. وبالمناسبة السنة التى نبدؤها غدا بسيطة.. اِبْسطها دايما يارب.
أفضل إنجاز رياضى
أبو القاسم وجابر
كتب- محمد المهدى:
الوسط الرياضى ودَّع عام 2012 بعديد من الإنجازات الرياضية على جميع المستويات، ظهر خلاله استمرار تألق بعض النجوم واختفاء ورحيل آخرين، ويعتبر ما حققته البعثة المصرية فى أوليمبياد لندن من خلال بطلَيها كرم جابر وعلاء الدين أبو القاسم، إذ حصلا على ميداليتَين فضيتَين، أهم هذه الإنجازات. علاء الدين أبو القاسم هو الاسم الذى سطع فى أوليمبياد لندن وتمكن من تحقيق ميدالية فضية لم تكن فى الحسبان، بمجهود شخصى كبير، وتحامل على إصابته لرغبته فى رسم البسمة على شفاه المصريين، بعد خسارته أمام الصينى شينج لى 15-13 فى المباراة النهائية فى مبارزة الشيش. عام 2012 شهد أيضًا عودة البطل المصرى كرم جابر، إلى منصات التتويج بعد حصوله على فضية بأوليمبياد لندن، بعد تتويجه بذهبية أولمبياد أثينا فى 2004، ورغم اختفائه التام فى أوليمبياد بكين بعد إعلان الاعتزال، فإنه عاد بمستوى مميز مكَّنه من اعتلاء المنصة مجددًا. وفى الوقت الذى فشلت فيه البعثة المصرية فشلًا ذريعًا فى الأوليمبياد قدَّمت بعثة مصر التى شاركت فى الدورة الباراليمبية «المعاقين»، مستوى مبهرًا بعدما حققت 15 ميدالية متنوعة بجانب تحقيق عديد من الأرقام القياسية على مستوى الرجال والسيدات، حيث كانت رياضة رفع الأثقال صاحبة نصيب الأسد من الميداليات التى حققتها البعثة المصرية بواقع 11 ميدالية متنوعة، و3 ميداليات متنوعة بألعاب القوى، وميدالية وحيدة فى تنس الطاولة، كما حقَّقت البعثة 4 ميداليات ذهبية فى منافسات رفع الأثقال عن طريق شريف عثمان وهانى عبد الهادى ومحطم الأرقام القياسية محمد الديب، بجانب الرباعة المتميزة فاطمة عمر.
شخصية العام
خالتى مصر
كتب- محمد هشام عبيه:
وهل هناك مَن يستحق أن يكون شخصية عام 2012 سوى المرأة المصرية الجدعة الشجاعة؟ خالتى وخالتك وأختى وأختك وأمى وأمك، هذه السيدة التى قابلت كل هذه البلاوى التى نزلت على الرؤوس طوال شهور السنة الماضية بنفس صابرة وراضية ومحتسبة. شاهدت بعيونها موت الأحباب والأبناء فى محمد محمود بالخرطوش وفى التحرير بدخان القنابل المسيلة للدموع وفى العباسية بالرصاص الحى وفى استاد بورسعيد بالسقوط والدهس، ورأت حلمها فى الحصول على حقوقها كمواطنة وأنثى فى بلد «بتاعها» وليس «بتاع الناس التانين»، ينهرس ويكاد يضيع وسط أصوات تعتبرها ناقصة أهلية وعقل ودين ودستور يتجاهلها. عاشت فى وطن متوتر وملتهب على صفيح ساخن طوال الوقت، لا مكان فيه للحب ولا لقعدة عصارى دافئة ولا لكوباية شاى رايقة ولا لضحكة صافية من القلب، لا تفعل أى شىء سوى الجهاد فى الحياة ومن أجل الحياة وكل يوم. تعمل فى وظيفة تعرف أنها تأكل ملامحها كل يوم. وتستقل وسيلة مواصلات تدرك أنها تمتهن كرامتها. وتعود لمنزل تعرف أنها تستحق أفضل منه. لكنها تحتضن الجميع الأب والزوج والابن والابنة بنفس رحبة تتسع الكون كله، وروح مجاهدة قادرة على الاستمرار فى تحدى الحياة فى بلد عجيب يحكمه ناس لا يقلون عجبًا. عاش ستات وبنات مصر الجدعان فى كل ميدان وشارع وحارة وعزبة وقرية، شخصية العام الفريدة وكل عام.
صحفى العام
الحسينى أبو ضيف
كتب- محمد الخولى:
سيظل اسم الحسينى أبو ضيف شهيد الصحافة فى أحداث قصر الاتحادية، شاهدا على أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد، والهتاف باستمرارية الثورة هو ضرورة، وليس مجرد شعار، فطريقة قتل الحسينى كانت دليلا على أن هناك شيئا خطأ، هو شهيد مختلف عن غيره من الشهداء، ليس كونه صحفيا، الاختلاف فى قتل الحسينى أنه لم يمت بعد الثورة راح لأجلها الشهداء، إنما الاختلاف هو أنه قتل على باب الرئيس المدنى المنتخب كما يحب أنصاره وصفه وهو كذلك فعلا، مات قلبه مشغولا على وطن نزف الدم من أجل الحرية، فإذا به ضحية من يريدون لها أن تظل داخل إطارهم، مات وهو يسعى أن يقول الحق برصاص تيار لا يرى غيره، قتل الحسينى لم يكن يستهدفه وحده إنما كانت الرصاصة تستهدف من هم على شاكلته ممن يسعون بحثا عن الحق والحقيقة.
الشاب الصعيدى الجدع، عرف وسط زملائه بابتسامة رقيقة لم تكن تفارق وجهه، عرفه أغلب أصدقائه من على سلم نقابة الصحفيين، حيث مظاهرات ما قبل ثورة يناير، وحلم منع توريث الحكم لجمال مبارك، ورفض التمديد لمبارك الأب فى الحكم. رحل الحسينى جسدا لكن بقى رمزا لكل رفاق مهنته، باعثا برسالته الأخيرة لهم ابحثوا عن الحقيقة حتى وإن قتلكم من يريدون إخفاءها.
حدث العام
مذبحة سيناء
منذ السادس من أغسطس وحتى يومنا هذا، مر أكثر من 110 أيام، ولا أحد يعرف حتى الآن الجهة التى قامت بتنفيذ مجزرة سيناء التى راح ضحيتها 16 من جنود الجيش بعدما هاجم إرهابيون كمين الماسورة جنوب رفح، وأطلقوا الرصاص على الجنود وهم يتناولون طعام الإفطار فى شهر رمضان، قبل أن يختطفوا مدرعة ويتجهون بها لاختراق الحدود الإسرائيلية، ورغم أن الجيش الإسرائيلى اصطاد المدرعة والإرهابيين، وسلم جثثهم لمصر، فإن الحقيقة لا تزال غائبة حتى اليوم، وهى الحقيقة التى يتحمل غموضها ودم شهدائها الرئيس مرسى ومن خلفه المشير طنطاوى وزير الدفاع السابق وسامى عنان رئيس الأركان السابق والفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع الحالى، لأن جميعهم اكتفوا بعمليات عسكرية غامضة وغير معروفة النتائج فى سيناء، ولم يتم الكشف عن الجهة التى قامت بهذا العمل الذى يعد أكبر عملية يتعرض لها الجيش منذ اتفاقية السلام عام 1979، بل إن الأسوأ من ذلك هو أن سيناء تحولت بعد هذه الجريمة إلى ملعب أساسى للجماعات المتطرفة، للحد الذى استخدمت فيه بعض هذه الجماعات صحراء سيناء كملعب للتدريب العسكرى، وكمعبر أساسى لتهريب السلاح من وإلى مصر، وفى الوقت الذى لم يستطع فيه الرئيس مرسى وحتى يومنا هذا أن يزور الموقع الذى حدثت فيه المجزرة، التى بقيت -رغم كل الدم الذى سال فى بر مصر بامتداد العام الذى يلملم آخر أوراقه اليوم- الحدث الأكثر دموية ووجعا، والأكثر كشفا لحال الدولة المصرية الآن.
شخصية العام السياسية
المستشارة تهانى الجبالى
كتب- أحمد عيد:
كم شخصا يحترم القاضية تهانى الجبالى ومواقفها؟ كثيرون.. كم شخصا يعلن عن هذا الاحترام ويفصح عن ذلك التقدير؟ قليلون.. لذلك عندما نقول إن المستشارة تهانى الجبالى وقفت وحدها ضد جماعة الإخوان، فنحن كلمة «وحدها»، فقط بعلم غزير تراكم عبر تجربة فريدة كامرأة بدأت رحلتها من أسرة مصرية بسيطة فى إحدى قرى محافظة الغربية حتى منصة القضاء كأول قاضية مصرية، وبمبدأ نعى راسخ ثابت، وقفت تدافع عن الدولة المدنية، واستقلال القضاء دون حزب يتضامن معها أو حركة تدافع عنها، وتعتصم لبقائها.
فما كان من جماعة الإخوان ولجانها الإلكترونية مدفوعة الأجر، إلا إطلاق حملة شرسة على القاضية الجليلة، استخدم فيها كل أنواع الأكاذيب والتلفيق والتشويه، لعلها تتراجع عن مواقفها، وعندما استمرت ببسالة، لجأ الإخوان إلى حيل أخرى للإطاحة بها من عضوية المحكمة الدستورية العليا، وبالفعل قامت اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور فى مهزلة وفضيحة ستلاحقهم العمر كله، بتفصيل مادة دستورية هى المادة 176 لإقصائها من المحكمة الدستورية العليا، حيث خفضت المادة 176 من الدستور الجديد عدد أعضاء المحكمة الدستورية من رئيس وسبعة عشر عضوًا، إلى رئيس وعشرة أعضاء، يأتى ترتيبهم حسب الأقدمية، وسر قصر جماعة الإخوان عضوية المحكمة الدستورية على عشرة أعضاء أن تهانى الجبالى حسب الأقدمية هى العضو الحادى عشر، حيث اختيرت بتاريخ 25/1/2003، بينما العضو العاشر اختير بتاريخ 31/12/2002، لتغادر المحكمة الدستورية وسط صمت وتواطؤ من الجميع، لكنها سكنت صفحات التاريخ، كامرأة لم ترهبها الميليشيات التى حاصرت مقر المحكمة الدستورية، ولم يثنيها حملات التشويه التى شنها الإعلام الإخوانى المضلل عن التراجع، ولم يبعدها إلا مادة دستورية ستظل عارًا يطارد واضعيها.
كتاب العام
سر المعبد - ثروت الخرباوى
كتب- محمد قنديل:
كتاب «سر المعبد.. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين» للكاتب والباحث ثروت الخرباوى، والذى نشرته «التحرير» على حلقات أثارت اهتماما واسعًا وجدلا كبيرًا ها هو تصدر طبعته السادسة منذ أيام، تكمن أهميته فى سببين أساسيين، أولهما أن الكاتب كان فى فترة من فترات حياته السابقة أحد الكوادر المهمة لجماعة الإخوان المسلمين مطلعا على معظم أسرارها الداخلية ومشاركا فى صياغة تحركاتها على المستوى القانونى والسياسى. فضلا عن أنه كان مسؤولا عن الدفاع عن المتهمين الإخوان فى قضية النقابيين الشهيرة. أما السبب الثانى فهو متعلق بتوقيت نشر الكتاب الذى يتزامن مع وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم فى مصر متمثلة فى أحد أعضائها وهو محمد مرسى، والحاجة الملحة إلى فهم طبيعة تلك الجماعة التى تحاول بسط سيطرتها على مصر مهما كان الثمن، فالكتاب يحمل عديدًا من المفاجآت التى تكشف الغموض الرهيب الذى يكتنف كهنة معبد الإخوان المسلمين كما أطلق عليهم الخرباوى، الكتاب يكشف أيضا عديدًا من آليات الحركة داخل التنظيم، التى تعتمد العنف منهجا لها فى كثير من المواقف التاريخية منذ تأسيس ما يسمى بالتنظيم الخاص.
أسوأ شخصية سياسية
حازم أبو إسماعيل
كتب- محمد الخولى:
دخل حازم صلاح أبو إسماعيل هذا العام قائمة «أسوأ رجال السياسة»، بعد أن سُجّل اسمه فى أكثر من موقع سياسى وميدانى على امتداد شهور العام. مارست جماعته «حازمون» السياسة فى الشارع، وعبر مواقف عنيفة، انتهت قرب نهاية العام بمشهدَين لن ينساهما الوعى السياسى المصرى طويلًا، وهما حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، والهجوم على مقر حزب وجريدة «الوفد». حصل حازم أبو إسماعيل على لقب شيخ، وهو المحامى المثير للجدل، دون أن يخوض دراسات أزهرية أو غيرها، وعلى خطى والده الشيخ صلاح أبو إسماعيل عضو مجلس الشعب فى السبعينيات، اهتم حازم بدخول البرلمان، لكنه فشل فى أكثر من دورة انتخابية. لكن أبو إسماعيل، وقد أصبح محسوبًا على جماعة الإخوان المسلمين، حتى شهر أبريل عام 2011، أى بعد ثلاثة أشهر كاملة من ثورة يناير، لحظتها حسبها الشيخ حازم بسرعة، وقرر الانسحاب من الجماعة تمهيدًا لترشيح نفسه رئيسًا لجمهورية الثورة، فى أحد الفصول الأكثر إثارة فى تاريخه السياسى، انتهاء برفض أوراقه بسبب جنسية والدته.لم تكتمل للاعتصام فى التحرير، «خروج بلا رجعة»، كما كان يهتف وسط صراخ المريدين، وأصبحت صورته فى الأسابيع الأخيرة من العام أقرب إلى زعيم طائفة، يوجِّه أتباعه إلى حيث يريد الظهور أو التأثير. وكان آخر مواجهات الشيخ مع الشرطة، التى فشلت فى ملاحقة رجاله وحلفائه فى الهجوم على «الوفد»، ثم غيابه عن مظاهرة القائد إبراهيم التى دعا إليها ولم يحضر بسبب ضياع شاحن هاتفه!
أفضل مظاهرة
السيدات أمام الاتحادية
كتبت- رحمة ضياء:
«خرجن بالآلاف يحملن أكفانهن البيضاء، ويرتدين لون الحداد على أبنائهن وإخوانهن فى الوطن الذين راحوا ضحايا لميليشيات الإخوان فى موقعة الاتحادية».. كانت تلك مظاهرة العام، التى خرجت فيها آلاف السيدات فى مسيرة حاشدة انطلقت من أمام مسجد رابعة العدوية فى مدينة نصر وصولا إلى قصر الاتحادية مساء الأربعاء الموافق 5 ديسمبر عقب الاعتداءات التى حدثت على المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية فجر الأربعاء بعد المسيرات الحاشدة التى وصلت إلى قصر الرئاسة فى مصر الجديدة مساء الثلاثاء 4 ديسمبر، وقرر عديد من المشاركين فيها الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم بإسقاط الإعلان الدستورى الاستبدادى الذى أصدره الدكتور محمد مرسى 20 نوفمبر الماضى، وتم الاعتداء عليهم من قبل ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين فجر ليلة اعتصامهم الأولى وقتل وجرح منهم العشرات وسقط أول شهيد للصحافة الحسينى أبو ضيف، وكان وقتها قد توفى إكلينيكيا، وعلى الفور دعت المنظمات والحركات النسائية إلى الخروج فى مسيرة تحت عنوان «أم الشهيد» تطالب بالقصاص لشهداء الوطن والتحقيق مع قاتليهم ومحاسبتهم. تضامن واسع من الرجال شهدته المظاهرة التى تجاوزت عدة آلاف بعد انضمام الرجال إلى المسيرة وتطويقها بدروع بشرية لحماية النساء الذاهبات إلى قصر الرئاسة فى قلب الخطر عقب هذه الأحداث الدموية، لكن نساء مصر اللائى أعطين للعالم دروسا فى الشجاعة لم يعبأن بهذه المخاطر، ولم ترهبهن الميليشيات المسلحة، وخرجن للمطالبة بالقصاص رافعات لافتات تطالب بإسقاط التأسيسية ودستور الإخوان الذى وضعته، وبالقصاص للشهداء وإسقاط الإعلان الدستورى، وشارك فيها عديد من الناشطات مثل نور الهدى زكى وكريمة الحفناوى وشاهندا مقلد وإيناس مكاوى ومديحة عمارة، والأهم مشاركة آلاف السيدات غير المسيسات من ربات البيوت وأعضاء حزب الكنبة اللاتى استفزهن ما حدث من اعتداءات على رجال ونساء الوطن من قبل قوى ظلامية لا تفرق يدها الغاشمة بين رجل وامرأة فى البطش.
أسوأ مظاهرة
مظاهرة نهضة مصر
كتب- عبد المجيد عبد العزيز:
فى كل دول العالم، يخرج المتظاهرون للاحتجاج والرفض أو المطالبة بالتغيير وتحسين الأوضاع، الدول الديكتاتورية وحدها هى التى تخرج فيها المظاهرات للتأييد والموافقة على كل قرارات وهفوات وأخطاء وكوارث رئيس الدولة، كما حدث فى مليونية «الشرعية والشريعة» التى جلبت فيها جماعة الإخوان المسلمين كل رجالها ورجال أتباعها من التيار السلفى من مختلف محافظات الجمهورية وشحنتهم فى حافلات وتوجهت بهم صوب حديقة الحيوان بالجيزة للتظاهر بميدان نهضة مصر، تأييدًا للإعلان الديكتاتورى الكارثى الذى انفرد بإصداره محمد مرسى فى 22 نوفمبر الماضى، هى الأسوأ، لأن أصحابها اعتبروها مليونية «الصدمة والرعب» و«رصاصة الرحمة» التى قضت على معارضى الجماعة فى كل ربوع مصر، وهو ما يكشف إلى أى مدى نجح الإخوان فى شق الصف الوطنى وزرع الفتنة وبذور الحرب الأهلية بين المصريين، ومن المضحك المبكى، أن أنصار التيارات الإسلامية تسابقوا فى تقييم وتفخيم حجم المليونية، حتى كتب بعضهم على (الفيسبوك) «يا جماعة المكان ضيّق جدًّا ومايسعش غير 6 مليون بس.. يا ريت المرة الجاية تعملوها فى ميدان أوسع»، بينما رد عليهم آخرون بقولهم «الأصح أن يقال مليارية»! الغريب أن الجماعة حرصت على تصوير المليونية بطائرة هليكوبتر تابعة لها! بهدف إقناع المصريين أن مؤيدى مرسى بالملايين، وهو ما يكشف إلى أى مدى يشعر الإخوان بالقلق من مظاهرات القوى الثورية والأحزاب السياسية التى سبقت تلك المليونية، وإلى أى مدى تشعر الجماعة أنها أقلّية.

أفضل جملة
فى خطاب سياسى
«واهم من يظن أن من بين القضاة طنطاوى أو عنان» للمستشار الزند
أفضل وجه سياسى جديد
حسام مؤنس
كتب- عبد المجيد عبد العزيز:
سواء اتفقت أو اختلفت مع مواقف المستشار أحمد الزند قبل الثورة، إلا أنه أصبح الآن مدافعًا قويًّا عن السلطة القضائية، فى مواجهة جماعة دينية لا تمارس السياسة بنظافة، وتسعى إلى السيطرة على كل سلطات الدولة والتحكّم فيها، بهدف الاستيلاء على حكم مصر لسنوات قادمة، حتى لو كان ذلك على حساب رجال القضاء.
جملة «ليس بيننا طنطاوى أو عنان»، قالها الزند بكل حزم، عقب قرار مرسى بتعيين النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود، سفيرًا لدى مصر فى الفاتيكان، مما يعنى الإطاحة به من منصبه، قاصدًا منها أن القضاة ليس بينهم مَن يخشى من ماضيه أو من أى جرائم ارتكبها، حتى يخرج صامتًا حانى الرأس عندما يقرر مرسى، مثلما فعل مع المشير حسين طنطاوى الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى أدار شؤون البلاد فى أثناء الفترة الانتقالية، ونائبه الفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق، وليؤكد الزند أن القضاة لن يصمتوا على إهدار حقوقهم أو الانتقاص من سلطاتهم أو التقليل من الاحترام الواجب لهم.
الأحداث الأخيرة كشفت أن أزمة القضاة مع الرئاسة باتت أزمة مركَّبة، بعد كم التجاوزات التى ارتكبها مرسى وجماعته فى حق القضاء، وبعد دخول أعضاء النيابة فى مختلف المحافظات على خط الخلافات، بعد إصرارهم على الإطاحة بالنائب العام الجديد المستشار طلعت إبراهيم عبد الله الذى أتى به مرسى، ليحقِّق له أغراضه ويوجه به الوكلاء وكأنهم قطع من الشطرنج، مما يعنى أن مرسى ليس أمامه الآن لتجاوز هذه الأزمة، سوى الانحناء أمام مطالب رجال العدالة، والانصياع التام إليهم، بعدما بان له ضعفه وضعف جماعته فى مواجهة القضاة، وأنه لن يتمكَّن من إخضاعهم كما فعل مع آخرين.
أسوأ جملة
فى خطاب سياسى
«اللى بيروحوا فى حارة مزنوقة يعملوا حاجة غلط» د.محمد مرسى
كتب- عبد المجيد عبد العزيز:
هل من الممكن أن يكون الدكتور محمد مرسى قد ترك مهام منصبه وانشغل عن أعمال الرئاسة وما تشهده مصر من اقتتال بين المعارضة والنظام والأزمة الاقتصادية والفقر المدقع الذى يعانى منه المصريون، خصوصًا بعد زيادة الضرائب، والتفت عن كل هذه «البلاوى» وجلس فى شرفة عالية فى أحد الأزقة المجهولة ليتابع «5 6 7» من الأشخاص وهم يمارسون «حاجة غلط» فى حارة مزنوقة؟! هذا ليس تهكمًا، لكن هذا بالنص ما ورد على لسان رئيس الجمهورية فى أحد خطاباته السياسية للجماهير العريضة!
فقد قال مرسى بالنص، أمام أنصاره الذين احتشدوا أمام قصر الاتحادية لتأييده والدفاع عنه، وقد تملّكه إحساس بالغرور والصلف والقدرة على تحريك الجماهير بعدما خدعته الحشود، إن «الـ5 6 7 المنتمين للنظام القديم اللى بيروحوا فى حارة مزنوقة يعملوا حاجة غلط وبيأجروا بلطجية فى محمد محمود يضربوا الشرطة.. إياكم تتصوروا إنى لا أراكم.. ولن أسمح لهم بسرقة الثورة»!
وبغض النظر عن نغمة التخوين والمؤامرة التى يرددها قيادات الجماعة حاليا واتهاماتهم التى لا تتوقف للمعارضة لمجرد أنها معارضة، وبغض النظر عن أنه نفس أسلوب مبارك ورجاله الذين أسقطتهم ثورة 25 يناير، فإن المدهش حقا، هو أن يخرج مثل هذا الكلام وهذه الألفاظ وتلك التركيبة من فخامة سعادة جناب رئيس الجمهورية! فأى رئيس دولة هذا الذى يتهم معارضيه بأنهم «بيعملوا حاجة غلط» ويتجمعون فى «حارة مزنوقة»، وكيف وردت إلى ذهنه هذه المصطلحات وكيف تأتى له أن ينطق بها أمام العالم أجمع وهو يتابع خطابه، إنه بالقطع ليس رئيس دولة بحجم مصر، ولكنه أقرب إلى رئيس جماعة فى حارة مزنوقة أخرى.
أفضل وجه سياسى جديد
حسام مؤنس
كتب- أحمد عيد:
هو مدير الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، التى لعبت دورا بارزًا فى الدفع بصباحى ليصبح ليس فقط الرقم الصعب فى الانتخابات الرئاسية الماضية، بل وفى الحياة السياسية المصرية بشكل عام. مؤنس من مواليد ميت غمر 1982، حصل على بكالوريس إدارة أعمال، بدأ حياته السياسية عضوًا بنادى الفكر الناصرى بجامعة الزقازيق فى عام 2000، ثم عضوًا باللجنة التنسيقية لحزب الكرامة، ومنسق عام الشباب لدورتَين، وعضو فى حركة «كفاية». فى أواخر 2009، تبنَّى مؤنس وعدد من أعضاء حزب الكرامة مبادرة تقديم حمدين صباحى مرشحًا لانتخابات الرئاسة التى كان من المفترض إجراؤها فى نوفمبر 2011، وفى سبيل ذلك تم تكليف مؤنس فى فبراير 2010 بتأسيس حملة حمدين، إلى أن قامت ثورة 25 يناير، وجدد حمدين مرة أخرى إعلان ترشحه رسميًّا لرئاسة الجمهورية فى مارس 2011، ونجح مؤنس فى إقناع زملائه بائتلاف شباب الثورة فى دعم صباحى، حتى أصبح حمدين صباحى مرشح الثورة. وبعد أن حصل حمدين على المركز الثالث فى الانتخابات الرئاسية، لم تنته القصة، بل واصل مؤنس نضاله بالمشاركة فى تأسيس التيار الشعبى، وأصبح متحدثًا رسميًّا له، مؤنس رغم صغر سنه فإنه يتميز بالحكمة والرزانة والخبرة الغنية، ويعمل دائمًا فى صمت بعيدًا عن اللهث وراء وسائل الإعلام.
أسوأ وجه سياسى جديد
محمد محسوب
كتب- محمد هشام عبيه:
طفحت سنة 2012 بكثير من الوجوه التى مارست السياسة لأول مرة، بعض هذه الوجوه احترم قلة خبرته، وقرَّر أنه يعمل بالسياسة ليطوّر من أدواته ومهاراته، بينما قرر البعض الآخر أن يمارس السياسة باعتباره عمدة فيها، وعلى رأس هؤلاء يأتى د.محمد محسوب وزير الدولة للشؤون النيابية المستقيل أو غير المستقيل، لا أحد يعرف حتى الآن.
قدم محسوب نفسه باعتباره منحازًا إلى الثورة وأهدافها، لكن لأنه عضو بالهيئة العليا لحزب الوسط، ولأنه إخوانى غير تنظيمى، انحاز الرجل إلى «الإخوان»، وأصبح مبررًا لخطاياها التى تعاظمت كلما توغَّلوا فى الحكم، وقام بدور العراب القانونى لتمرير الدستور الإخوانى، غير عابئ -باعتباره كما يقول يعبِّر عن حزب مدنى- بانسحاب ممثلى الكنيسة والتيار الليبرالى من الجمعية التأسيسية، ولذلك كان منطقيًّا أن يُكافأ بمنصب الوزير فى أول حكومة يتم تشكيلها بعد انتخاب محمد مرسى، وأن يلجأ إليه الإخوان فى محاولة لتجميل كل جريمة قانونية يمارسونها وهو ما تجلَّى فى دعمه الإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى وحصَّن به قراراته وجمعيته التأسيسية ومجلس الشورى من أى طعن قضائى، لينسى محسوب وظيفته الأساسية كمحامٍ يدافع عن الحقوق، وليتفوَّق على أقرانه الذين نافسوه فى هذا اللقب «أسوأ وجه سياسى جديد» -ومنهم نادر بكار ومحمود مكى ورفاعة الطهطاوى وياسر علِى- بجدارة لافتة.
أفضل هتاف فى مظاهرة
أنا مش كافر أنا مش ملحد.. يسقط يسقط حكم المرشد
كتب- عبد المجيد عبد العزيز:
هو أفضل وأروع وأبلغ هتاف، يلخص الأزمة الخطيرة التى صنعتها جماعة الإخوان المسلمين فى المجتمع المصرى، بعدما صنَّفت المصريين وقسمتهم إلى قسمَين، الأول مؤمن يؤيد كل سياساتها ويسبح بحمد قراراتها ويرفع صور محمد مرسى فى المظاهرات ويؤمن بكل أخطائها ويتحدث عن جمال فشلها، وقسم آخر كافر ملحد، يرفض قرارات الرئيس المؤمن وينتقد سياسات الجماعة المدافعة عن الشريعة، ويحارب الدستور الذى يطبق شرع الله. الهتاف ظهر بعد أسابيع قليلة من وصول مرسى إلى الحكم، بعدما ازدادت وتيرة هجوم شيوخ ودعاة الجماعة وأتباعها من السلفيين على كل تيارات المعارضة، وكأنهم امتلكوا الشريعة ودين الله، وامتلكوا صكوك الجنة والنار. أما المناداة بسقوط المرشد، فهو اختصار لعديد من الجمل والحقائق والصفحات التى تثبت بما لا يدع مجالًا للشك، أن مرشد جماعة الإخوان المسلمين هو الحاكم الفعلى والحقيقى لمصر، وليس الرجل الجالس فى قصر الاتحادية، وما أدل على ذلك أكثر من القرارات المرتبكة والتراجعات التى أصبحت سمة أساسية فى سياسات الرئاسة، مما يعنى أن هناك جهتَين تتنازعان على السلطة، إحداهما تظن أنها تحكم وهى الرئاسة، وأخرى تعلم علم اليقين أنها تحكم وتتحكم وهى مكتب الإرشاد.
أسوأ هتاف فى مظاهرة
«إدينا إشارة واحنا نجيبهم لك فى شيكارة»
كتب- عبد المجيد عبد العزيز:
هو الأسوأ، كونه بداية إعلان جماعة الإخوان المسلمين وتابعيها من السلفيين ومختلف التيارات الإسلامية، أن العنف بدأ، وأن دولة القانون سقطت، وأن مصر على أعتاب حرب أهلية، النصر فيها للأقوى. ظهر هتاف «إدينا إشارة واحنا نجيبهم لك فى شيكارة» عندما توافد مئات المتظاهرين من مختلف التيارات الإسلامية بزعامة وأوامر من الإخوان المسلمين على مقر المحكمة الدستورية العليا، لإرهاب قضاتها ومنعهم من إصدار حكم بحل اللجنة التأسيسية ومجلس الشورى، فى محاولة لتمرير دستور مكتب الإرشاد بالقوة الجبرية، لتكون بذلك سابقة فى تاريخ القضاء المصرى والعالمى، فى الوقت الذى وقفت فيه شرطة اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية تشاهد الموقف من مقاعد المتفرجين، لتؤكد أن ميليشيات التيارات الإسلامية أصبحت غولًا يصعب إيقافه. الغريب أن رئيس الجمهورية لم يعترض على مثل هذا الهتاف، الموجه إليه، حيث يطلب منه المتظاهرون أن يأمرهم ليحضروا قضاة المحكمة فى «شكاير»، ما يكشف تواطؤه ورضاه. كاشفًا أنه ليس رئيس جمهورية بالمعنى الدقيق، إنما زعيم قبيلة أو رئيس عشيرة يتبنَّى قانون «الغاب» دستورًا بعدما انتهك هو ورجاله كل القوانين.
أفضل مذيع
باسم يوسف
كتب- محمد توفيق:
لو لم يقدّم سوى الحلقة الأولى فقط من برنامجه «البرنامج»، لكان يكفيه ليستحق لقب مذيع العام!
ولا ينافس باسم يوسف على لقب الأفضل سوى باسم يوسف! فهو لا يسخر من أحد، بل يترك أفعال الأشخاص وكلامهم وأحاديثهم تسخر منهم وتفضحهم وتكشفهم أمام الناس وأمام أنفسهم، وهذا أجمل وأروع وأفضل ما يفعله، لكنه أيضا أخطر شىء على «باسم» نفسه!
لأن مَن يكشفهم يودون لو يختفى من الوجود، ويظنون أنه لا حل له سوى أن لا يظهر مرة أخرى، لذلك البعض يلجأ إلى تكفيره، بينما يلجأ البعض الآخر إلى المحكمة مطالبًا بوقف برنامجه، وسجنه وتغريمه، وربما لو استطاعوا إضافة «حد» جديد إلى الحدود الشرعية لوقفه عن الكلام لقاموا على الفور بإضافة حد «قطع اللسان» عليه ليتوقف عن الكلام إلى الأبد.
لكن هؤلاء لا يدركون أن سلاح «باسم» الأول ليس لسانه، إنما عقله فهو مفكر فى السخرية، لذلك استطاع خلال 105 حلقات فقط، هى عمر تاريخه المهنى كمذيع، أن يغيّر وجه البرامج الساخرة ويجعل الملايين ينتظرون برنامجه «البرنامج» بصورة غير مسبوقة، لدرجة أن لو صار على نفس الدرب، وواصل صعوده المهنى، ربما حقَّق أرقامًا قياسية فى نسبة المشاهدة لم يسبقه إليها أحد فى تاريخ الإعلام المصرى والعربى، وهو بالفعل يملك المهارات التى تجعله بالفعل يحقق ما يريد، لكن بشرط أن لا يكرر نفسه، وأن لا يلعب على تيمة واحدة، خصوصًا أن متابعيه صاروا أكبر مما يتصور، وينتظرونه بصورة لم نعهدها منذ سنوات طويلة، بل إنهم صاروا ينظرون إلى الأحداث بعينه ويفكرون طوال الأسبوع فى ما يمكن أن يقدمه باسم يوسف فى «البرنامج».
لذلك المشاهدون صاروا يخشون عليه بشدة من انتقام شيوخ الأضواء، وأنصاف المشاهير، ومشاهير الأنصاف!
أسوأ مذيع
خالد عبد الله
كتب- محمد توفيق:
مذيع ماشى، مفتى ماشى، محلل سياسى ماشى، كله ماشى!
ثلاثة فى واحد، هكذا عرفنا المذيع القياسى خالد عبد الله، فهو قياسى فى كل شىء يفعله، يفتى فى كل شىء دون أن يخجل أو يتراجع، وكأنه يقول الحق المطلق رغم أنه أغلب الوقت يفتى بغير علم ولا يتعلَّم أبدًا، ولا ينافسه على لقب الأسوأ فى عام 2012 سوى المذيع عبد الله بدر، الذى لولا إلهام شاهين ما عرفه أحد سوى أقاربه!
كلاهما مدرسة واحدة، يسب الناس ويدَّعى أنه ينصحهم، ويلعنهم، ويؤكد أنه يريد هدايتهم، يتحدَّث من موقع المذيع بلسان الداعية، وهو لا يفهم شيئًا فى الإعلام ولا علاقة له بالدعوة إلى الله، بل إن أغلب دعوته تكون برعاية إبليس ذاته، خصوصًا حين يتعرَّض لأعراض الناس، ويفخر بتكفيرهم وتخوينهم والتشكيك فيهم والتحريض عليهم.
المدهش أن المذيع خالد يدافع عن الشىء ونقيضه، فكان يدافع عن نجل الرئيس وعن حقّه فى أن يصبح رئيسًا لمصر، والآن صار يتحدث عن الثورة ويدافع عن الرئيس محمد مرسى وينصحه بأن يضرب الإعلام الكاذب والمنافق بيد من حديد ويطبق الحدود عليهم، وأنا أوافق المذيع الشاب خالد، وأتمنى أن يسمع الرئيس كلامه، ويقوم بتطهير الإعلام من المنافقين والأفاقين الذين كانوا يدافعون عن جمال مبارك قبل الثورة وبعدها صاروا يدعون أنهم كانوا فى الصفوف الأولى للثورة!
هذه مشكلة مَن يريد أن يتصدر المشهد ويبقى فى الأضواء أيًّا كان الثمن، لذلك فهو يبحث فى كل وقت عن الطريق والطريقة التى تجعله موجودًا، لدرجة أنه يخاطب الشيوخ، قائلًا لهم «ياريت تخلونى سلاحكم»، وفى الوقت نفسه يطالب شباب التيار الإسلامى بأن يقوموا بنشر أفضل مقاطع من حلقاته على الإنترنت.
لا أظن أن الباحث عن شهرة زائفة، يمكن أن يكون داعية إلا إذا كان داعية إلى الشيطان!
أفضل ممثلة
كتبت- رضوى الشاذلى:
النتيجة فى النهاية كانت تستحق شربات ولوز، فـ«شوشيتا» بجدارة هى نجمة 2012، بعد عام ونصف العام من الكتابة والصياغة والدراسة، قامت بعدها يسرا بتقديم مسلسل «شربات لوز» فى رمضان الماضى، واستطاعت أن تظهر بشكل جديد كما لم تشاهدوها من قبل.
تامر حبيب وخالد مرعى، كانا فرسَى الرهان بالنسبة إلى يسرا هذا العام، وبالفعل استطاعت أن تكسب الرهان، وأن تبهر مشاهديها من خلال المسلسل الرمضانى الذى قدم لنا تجربة مختلفة للغاية، عن السيدة التى تسكن أحد الأحياء الشعبية قبل أن تتحول إلى سيدة مجتمع، لكن الطبع الكوميدى غلاب.
يسرا كانت متألقة فى كل تفاصيلها، بداية من المظهر مرورًا بإجادة لغة الشخصية انتهاءً بالتمثيل التى لا يوجد أبرع منها فى تقديمه، أما الصورة فقد ساعدها ذكاؤها فى إقناع خالد مرعى بالقدوم إلى الشاشة الصغيرة فى أول تجربة إخراجية، بعد أن كانت السينما هى حياته، لكن مَن يستطيع مقاومة إخراج مسلسل ليسرا؟
المسلسل الذى قدَّم مزيجًا من الكوميديا والدراما الاجتماعية، وأطل من خلاله سمير غانم بشخصية غير اعتيادية استطاع أن يقدم يسرا بنيو لوك مختلف، راهنت فيه على نفسها واكتسحت الرهان بجدارة، ليكافئها المشاهد فى النهاية باختيارها أفضل ممثلة لهذا العام، الذى ازدحمت فيه الشاشة والسينما بعدد من الأعمال هو الأكبر، ولكن تبقى يسرا دائمًا فرس الرهان الناجح.
أسوأ فيلم 
البار
كتب- رامى المتولى:
أكثر من 25 فيلمًا امتلأت بها دور العرض فى مصر هذا العام، قد نتَّفق أو نختلف فى آرائنا عليها، بالشكل الذى يجعل من الصعب أن نحدد أيًّا من أفلام 2012 هو الأسوأ، البعض قد يشير إلى فيلم على أنه الأسوأ لمجرد كونه لا يصل إلى المستوى الذى يتوقَّعه، لكن فيلم «البار» وحده هو ما سعى بقوة للحصول على لقب الأسوأ على الإطلاق، لدرجة أنه لم يحصل على نقطة جيدة واحدة لصالحه تدافع عن قضيته أمام باقى أفلام العام.
البداية كانت ببوستر الفيلم الذى يعد نسخة شديدة البهتان من بوستر الفيلم الحائز على جائزتَى أوسكار عام 2007 «Dreamgirls»، والذى حقَّق شهرة عالمية جعلت محاولة تقليده أو اقتباسه ساذجة، فما بالك بتقليد البوستر الدعائى بطريقة تجعل الفارق فقط فى الألوان! ربما يكون فيلم «مهمة فى فيلم قديم» من أسوأ أفلام العام، فهو مجرد مجموعة من الاسكتشات المتصلة، لكن «البار» هو الأسوأ، فالشخصيات كرتونية جدًّا فى ردود أفعالها وتصرفاتها، للحد الذى يصل إلى الاستخفاف، وفى الوقت الذى تجد فيه موقفًا أو اثنين قد يرسمان البهجة على وجهك فى «مهمة فى فيلم قديم»، لكنك لن تجد أى موقف متعة فى متابعة شخصيات «البار» الكرتونية.
بالطبع لا يمكن اعتبار «على واحدة ونص» هو الأسوأ، لأن الراقصة سما المصرى بطلة الفيلم المذكور، حازت على شهرة خلال العام تفوق الشهرة التى حصل عليها أبرز وجوه الفيلم محمد أحمد ماهر، ومخرجه مازن الجبلى طوال مشواريهما الفنى، وأخيرًا لا يمكن مقارنة فيلم «البار» بفيلم «بنطلون جولييت»، فحتى الأخير حظى بنسخة مسرَّبة من السينما منتشرة على عدد كبير من المواقع، فى حين أن «البار» لم يهتم شخص بالمغامرة لتسريبه من السينما.
أفضل ممثل
يحيى الفخرانى ومنذر رياحنة
كتب- محمد عبد الكريم ومحمد حسين:
رغم الأزمات التى تلاحق صناعة الفن فى مصر الآن، فإن التليفزيون لم يبخل علينا فى العام الذى يرحل باثنين من الفنانين يستحقان لقب الأفضل لهذا العام.
على الرغم من أن شخصية «الخواجة عبد القادر» التى كتبها عبد الرحيم كمال، مختلفة فى كل تفاصيلها، فإن يحيى الفخرانى أضاف إليها روحًا تجعلها أفضل شخصيات هذا العام على الإطلاق، ومزج فيها ما بين الطفولة والبراءة والحزم والقوة، وجعلنا جميعًا نتابعها منذ البداية وحتى النهاية.
غامر الفخرانى هذا العام فى عدد من النقاط، كان أولها مخرج فى بداية مشواره هو شادى الفخرانى، أما ثانيتها فكانت موضوعًا شائكًا عن خواجة يأتى من أحد ضواحى لندن كى يتحوّل فى مصر إلى شيخ طريقة له أتباع ومريدون، بلكنة تجمع ما بين العربية والإنجليزية وبروح صوفية لا يعرف المشاهد عنها إلا ما تصدره الأفلام لنا من شعوذة ودجل، ليستطيع فى النهاية أن ينجح فى تلك المغامرة، وأن يجذب للمسلسل عديدًا من المحبين، وأن يضيف إلى الصوفية أتباعًا تعلّقوا بما قدمه إليهم الفخرانى من خلال «الخواجة عبد القادر» من حالة ربانية متفردة سوف تظل لسنوات عديدة محل اهتمام من عديد من النقاد والفنانين.
أما منذر رياحنة فخطواته فى 2012 لم تبدأ سوى بخمسة مشاهد أو أقل، لكنها تركت انطباعًا جيدًا لدى مَن شاهدوا فيلم «المصلحة»، لكن ظهوره فى مسلسل «خطوط حمراء» قلب موازين نجوميته فى مصر رأسًا على عقب، ليستطيع بدوره ومشاركته فى البطولة أن يكون النجم الأول داخل المسلسل، منذر رياحنة خطواته لم تظهر فجأة، لكنه كان صاحب خطوات واثقة على مستوى الوطن العربى بعد أن قدَّم مسلسل «الاجتياح» الذى نال جائزة «إيمى» كأفضل مسلسل أجنبى، إضافة إلى مسلسل «أبو جعفر المنصور»، لكن ظهوره فى مصر كان له طابع خاص، حيث أصر منذر على الحضور إلى مصر قبل بداية تصوير المسلسل بأشهر، ليتقن اللهجة الصعيدية، ليثبت من البداية أنه ممثل يهتم بعمله، فكان جزاؤه من جنس عمله.
أفضل مذيعة توك شو
كتب- محمد حسين:
أن تظهر كل يوم بِطَلَّة مختلفة وبتميز يجبر المشاهدين على متابعتك بشكل دائم وسط آخرين يحاولون التميز، ذلك هو أصعب ما فى برامج التوك شو بطابعها اليومى، لكن ريهام السهلى استطاعت دائما أن تثبت أنها جديرة بأى موقع وضعت فيه، وتميزت هذا العام وسط عديد من برامج التوك شو ببرنامج «90 دقيقة» الذى تقوم بتقديم نصف حلقاته منفردة عبر قناة «المحور»، وبفريق عمل هى من كونته، واستطاعت العبور به وبالبرنامج من عديد من الأزمات بداية من أزمة مغادرة معتز الدمرداش البرنامج، ما جعل كثيرين يتوقعون سقوطه، لتأتى هى وتعطى طابعًا آخر للبرنامج جعله من أهم برامج التوك شو هذا العام على الرغم من أزمات توافد عديد من المذيعين الآخرين ومغادرتهم البرنامج أيضًا.
ريهام السهلى تميزت فى عام 2012 بعديد من الموضوعات والحوارات والانفرادات ومتابعات الأحداث، مما جعلها الأكثر متابعة هذا العام إضافة إلى موضوعية التناول والتى اضطرتها فى أكثر من حلقة إلى إلغاء عديد من الفقرات على الهواء مباشرة، حتى لا يحيد الضيوف عن موضوع النقاش مثلما حدث نهاية هذا العام، فى شائعة قيام القوى الليبرالية باختطاف الرئيس محمد مرسى واتهام الضيوف مجموعة من القوى الوطنية على الهواء مباشرة، مما اضطرها إلى إلغاء الحلقة والاعتذار إلى المشاهدين.
أفضل مذيعة شابة
ياسمين سعيد
كتبت- رضوى الشاذلى:
هى فى الأساس ابنة مبنى ماسبيرو، وبالتحديد قناة «النيل للأخبار»، لكنها اختارت أن تغادره وتبحث عن فرصتها عبر شبكة تليفزيون «الحياة»، لتشترك فى تقديم برنامج «الحياة الآن» الذى يُعرض على رأس الساعة، لإلقاء الضوء على التطورات السياسية التى تقع على الساحة، لتثبت أن الموهبة تظهر متى تعطيها الفرصة.
ياسمين سعيد استحقت أن تكون أفضل مذيعة شابة فى عام 2012، وذلك بعد أن كانت بدايتها قبل عامين عبر مشاركتها شريف بركات ومها بهنسى فى تقديم برنامج «الحياة الآن»، ورغم صغر سنها فإنها استطاعت أن تحتل مساحة كبيرة لدى المشاهدين فى طريقة طرحها الموضوعات ومحاورتها ضيوفها، فى وقت ينقاد فيه البعض خلف آرائه مبتعدًا عن الحياد والموضوعية مفتقدًا أسس الحوار.
إن كان 2012 هو عام التقلبات السياسية، فإنه أيضًا كان شعاع نور وأمل فى تقديم وجوه جديدة استطاعت أن تتمسك بفرصتها وأن تطرح نفسها كمشروع مستقبلى فى مجال الإعلام، حتى بات المشاهد مطمئنًا إليها، وهى مقعد المذيعة، حيث اختارت ياسمين سعيد «حاصلة على ماجستير فى دور برامج الرأى فى تكوين الرؤية العامة للجمهور والرأى العام، وتجهّز للدكتوراه»، لأدائها أسلوب السهل الممتنع وابتعدت عن الاصطناع والتكرار أو المبالغة اللغوية.
أفضل فيلم
واحد صحيح
كتب- رامى المتولى:
على الرغم من عرضه فى بداية العام بعد فترة طويلة من التعثّر الإنتاجى، فإنه على مدار عام 2012 يظل فيلم «واحد صحيح» لهانى سلامة وبسمة وكندة علوش هو الأفضل. فما بين أفلام مصنوعة فقط للأعياد، وأفلام تم تقديمها لتشهر أبطالها المغمورين، يظل «واحد صحيح» هو الأفضل، ولعل أهم عوامل نجاحه هو قدرة مؤلفه تامر حبيب، على تشريح أفعال أبطاله أمام عين المشاهد، وقليلًا ما تجد مؤلفًا قادرًا على تفصيل كل هذا الكم من المشاعر بهذه التفاصيل مثل تامر حبيب.
الشاب محور الأحداث الذى قدَّم دوره هانى سلامة، الذى يدفن نفسه فى حب أخريات لينسى حبه الوحيد الذى منعه اختلاف ديانته من الارتباط بها، علاقاته المتشابكة مع مَن يحبونه ووالدته وأصدقائه صنعت حوارًا متماسكًا، يجبرك على التعاطف مع مشكلات الأبطال الموسرين على الرغم من كونهم جميعًا موسرين.
هادى الباجورى المخرج كان من عوامل أفضلية هذا الفيلم أيضًا، وعلى الرغم من كونها أولى تجاربه كمخرج سينمائى، فإنه تعامل بحرفية شديدة مع الفيلم، واختار أبطال شخصياته بعناية شديدة، وعلى الرغم من تفاوت خبراتهم التمثيلية، فإن المستوى والناتج النهائى كان جيدًا، واستطاع أيضًا تقديم صورة جيدة جدًّا ربما ساعده على ذلك خبرته كمخرج للفيديو كليب. الأفلام فى مصر تُصنع هذه الأيام فقط لتناسب جمهور السينما فى الأعياد، ويبرع فى صناعة هذه النوعية الأخوان السبكى، ولكن أحمد السبكى تحديدًا لا يقف إنتاجه عند هذه النوعية بل يقدّم لونًا آخر من الأفلام، منها هذا العام «واحد صحيح»، ربما لمحاولته الوصول إلى أكبر شريحة من المصريين من خلال التنويع بين ما يقدمه ليحظى باهتمام الجميع، وعلى الرغم من تقديمه فيلمًا آخر جيدًا عُرض منذ شهرين وهو «ساعة ونص»، لكن يظل «واحد صحيح» هو الأفضل لتماسك قصته وخطه الدرامى، وهو ما لم يكن موجودًا طوال الوقت فى «ساعة ونص».

أفضل مطرب
على الحجار
كتبت- رضوى الشاذلى:
صوته ثورة منفصلة، دائمًا ما كان محرضًا على الظلم والتغيير.. على الحجار صوت هذا العام، هو رفيق أحلام الثوار منذ البداية فى 25 يناير، عندما كان أول الموجودين فى الميدان بصوته وشخصه مع الثوار، وحتى الآن، صاحبهم بأغانيه مع بداية الثورة فكان موجودًا دائمًا فى الميدان يبعث فيهم الحماس والطاقة، وحتى أهدى أغانيه إلى المصابين، مثل أحمد حرارة، والشهداء منهم الشيخ عماد عفت ومينا دانيال.
ما زال يبعث الأمل فى النفوس، وعلى الرغم من توقفه عن الغناء العاطفى منذ بداية الثورة، فإنه دائمًا ما يقول إن القادم أفضل وإن الثورة هى التى ستنتصر. بوصلة دائمًا لها متبعون يعرفون أنه سوف يرشدهم بصوته إلى الطريق الصحيح، مثال على الفن الهادف الرائع الذى يجمع بين الاستمتاع والقيمة..
الحجار هذا العام أكثر المطربين الذين تغنَّوا بالثورة فاستطاع أن يكون أحد القلائل من جيله المستمرين وسط هذه الثورة فى المزيكا والغناء وانتشار الفرق المستقلة والأغانى الثورية، احتفل الحجار العام الماضى ببداية عام جديد فى الميدان، وأعلن أنه سوف يحتفل هذا العام هناك أيضًا ليس فقط مع الثوار لإعلان أن الثورة مستمرة ولكن وفاء لشهداء كانوا بجانبه، وقال أنه لن يترك حقّهم أبدًا.
أفضل فضائية
«On Tv»
كتبت- فايزة هنداوى:
المحتوى الإخبارى الشامل منح قناة «ON TV» المرتبة الأولى بين القنوات الفضائية لعام 2012، فتقديم برنامج ناجح أسهل بكثير من أن تقدِّم محتوى عامًّا متماسكًا يجعل المشاهد دومًا فى انتظار ما تقدّمه القناة.
«On Tv»، لم تترك مشاهدها على مدار اليوم، فهو فى الصباح على موعد مع توك شو صباحى، يحمل اسم «صباح ON»، الذى يمنح المشاهد وجبة صباحية لمتابعة الأحداث والتطورات، ثم نشرات إخبارية على رأس الساعة، لتوضيح كل التطورات، لينتقل بعدها المشاهد إلى مطالعة ما تنشره صفحات الجرائد عبر برنامج «مانشيت»، أما المساء فيحمل للمشاهد برنامجَى «بلدنا بالمصرى» و«آخر كلام».
الحياد والموضوعية هما عنصران استطاعت قناة «On Tv» أن تحافظ عليهما منذ اندلاع الثورة، واستطاعت فى 2012 أن تجذب المشاهد إلى شاشتها، لتكون القناة رقم واحد فى مصر، فهى لم تحرِّكها توجهاتها ولم تتلوَّن بتلوّن الأنظمة، لكنها ظلَّت ثابتة عبر طاقمها، تعرض الحقيقة كاملة، كما استطاعت عبر قناة «On Tv Live»، أن تخلق نوعًا من التطوير الذى يدخل المشاهد ضمن أطر صناعة الأحداث، واستعانت بعدد من الكوادر التى كانت لهم تجارب متميزة خارج مصر، وعلى رأسهم ليليان داوود التى تقدم برنامج «الصورة الكاملة».
باختصار قناة «On Tv» وصلت إلى هذه المكانة باستحقاق، لما تقدِّمه من وجبة إعلامية وتثقيفية متكاملة إلى المشاهد من خلال مجموعة من أكثر المذيعين جرأة وثقافة وإيمانًا بضرورة احترام المشاهد والانتقال به إلى مرحلة جديدة بعد الثورة، يصرّون أن يتسع فيها سقف الحرية والديمقراطية، وأن تكون رسالتهم من أجل تنمية الوعى بالحقوق من أجل مصر المستقبل.
أسوأ فضائية
«الحافظ»
كتب- محمد عبد الكريم:
«هاتولى راجل».. أشهر إفيهات هذا العام لم يكن من نصيب أى من قنوات الأفلام أو الكوميديا، إنما كان من نصيب إحدى القنوات المحسوبة علينا بأنها إحدى القنوات الدينية.
قناة «الحافظ» تظهر من خلالها منذ أكثر من ستة أشهر مجموعة من مدَّعى التديّن، بداية من عبد الله بدر صاحب القضية الشهيرة ضد إلهام شاهين، والتى حُكم عليه فيها بسنة حبس و20 ألف جنيه غرامة، ثم جاء رئيسها الدكتور عاطف عبد الرشيد واتهم عبر شاشتها نور الشريف بالزنى، إضافة إلى أشياء أخرى.
قناة استحقَّت بجدارة لقب أسوأ قنوات هذا العام، فتجاوزاتها توضِّح أن القائمين عليها لا يتعاملون مع قناتهم على أنها إحدى القنوات الدينية، إنما هى تشبه ممثلة متوسطة الموهبة قرَّرت أن تقوم بعمل فضائح وقضايا، تجعل من أخبارها تتصدر الصفحات الأولى فى صفحات الحوادث، قناة قررت أن تقف بجانب عبد الله بدر، وأن تطلب من مشاهديها الدعاء له عن طريق الـ«SMS»، وكأن دعواتهم بهذه الطريقة أهم من دعواتهم فى الصلاة! إضافة إلى قيامها بنشر نص محرَّف منسوب إلى دار الإفتاء، يطالب الجميع بعدم مشاهدة برنامج باسم يوسف، لأنه يدعو إلى الفتنة، ولم تستحِ أن تنزع هذا الإعلان عن شاشتها على الرغم من إصدار دار الإفتاء بيانًا يكذِّبها فيه.
قناة طالبت الجميع بعدم توجيه الناخبين فى أثناء التصويت على الدستور، على الرغم من أنها تعرض على شاشتها أن الليبراليين والمسيحيين أعداء الشريعة هم مَن سيصوِّتون بـ«لا».
إن كنا أمام قناة لم تحترم أيًّا من مواثيق الإعلام، فهذا يعنى أنها ليست قناة، وظهور مَن يطلقون الشتائم والسباب عبر شاشتها، فهذا يعنى أنها ليست دينية أيضًا.
أفضل إعلان
موبينيل.. علشان لازم نكون مع بعض
كتبت- نانسى حبيب:
كثير من الإعلانات كانت صاحبة فكرة مختلفة ومتميزة هذا العام، منها «ماكسبون - أبويا» أو «فريسكا - اندهش» و«كابى - الكائن البيضحباطى»، إلا أن إعلان «موبينيل.. علشان لازم نكون مع بعض» يبقى فى الصدارة، لأنه لم يقف عند فكرة كونه جزءًا من حملة إحدى شركات الاتصالات، وإنما أصبح حالة فى حد ذاته، حتى إن الشركة المنتجة له أهدته إلى القنوات الفضائية التى أذاعته بدورها من شدة تعلق الناس به- دعك من فكرة رفض التليفزيون المصرى العظيم قبول الهدية وإذاعتها! «علشان لازم نكون مع بعض».. جمع كل أنواع الموسيقى المصرية من الشعبى والبدوى والنوبى والسواحلى والراب والريفى والألتراس، كما أنه يعتبر خير معبر عن الحالة المصرية التى تمر بها البلاد دون أى مزايدات، بل إنك ستضبط نفسك متلبسًا بدندنة جزء من الأغنية الرائعة التى كتبها الشاعر نصر الدين ناجى، ولحَّنها أحمد فرحات.
الأغنية أو الإعلان صار خير معبّر عن الهوية المصرية التى تجعلك تدندن مع أهالى النوبة «نوبة أوييه أى وايتونيرى»، ومع بدو سيناء «من بوى وقبله جدى عقيد القوم يراعى أرضه»، وصولًا إلى جدعنة الألتراس. هذه الحالة المصرية الخالصة أخرجها بعبقرية أحمد عبد الله وشارك فيها ياسر نور وإيمان رضوان وأوكا وأورتيجا ومشجعو الألتراس وفرقة الطنبورة وجيهان المغاورى وحسن الصغير، النوبى، وهادى الصعيدى، وفرقة الأسفلت وجمعة غنايم، البدوى. «علشان لازم نكون مع بعض».. ليست أغنية، وبالطبع ليست إعلانًا، وإنما صارت حالة صادقة معبِّرة عن مصر الحلوة التى تحلم ببكرة اللى مستنّى.
أسوأ إعلان
طلاق جمال مروان
كتبت- نانسى حبيب:
كثير من الإعلانات تجدها سيئة فى تقديم الفكرة أو الصورة أو الأغنية أو التسويق للمنتج، إلا أن إعلان «جمال مروان يطلق زوجته» تعدَّى فكرة السوء فى كل الأشياء السابقة إلى إهانة المرأة والاستهانة بالعلاقة الزوجية التى وصلت إلى حد الابتذال. ورغم غرابة حالات الطلاق التى شهدها الوسط الفنى مؤخرًا من الإعلان عبر «تويتر» أو فى بيان صحفى، فإن الإعلان التليفزيونى يظل هو الأغرب والأسوأ بامتياز، حيث يبدأ الإعلان الذى يعتمد على الصوت والكتابة أيضًا وتحت عنوان «بيان عاجل»، بأنه «فى يوم الخميس التاسع والعشرين من محرم سنة ١٤٣٤ هجرية الموافق ١٣ ديسمبر سنة ٢٠١٢ ميلادية، طلق السيد جمال محمد أشرف أبو الوفا مروان، المدعوة جيلان محمود محمد حنفى سهمود، طلقة أولى غيابية رجعية بعد الدخول والخلوة الشرعية». ويضيف الإعلان «تم إعلان المطلقة على يد محضر على عنوانها بموجب وثيقة الطلاق رقم 96847 ومقيدة بسجل الأحوال المدنية تحت رقم ٤٩٩، وتم العرض على المطلقة مبلغ 5042 جنيهًا مصريًّا قيمة مؤخر الصداق، بواقع جنيه مصرى فى اليوم عن كل يوم، اعتبارًا من تاريخ الزواج وحتى تاريخ الطلاق، وقد قام المحضر بإيداعها فى خزانة المحكمة». وعلى غرار مقولة «ميلودى» الشهيرة فى إعلاناتها، اختتم الإعلان بـ«إنتِ طالق يا جيلان سهمود.. طلاق عربى.. أم الأجنبى». الإعلان المهين تضمَّن صورة لقسيمة الطلاق التى تأتى بعد 14 عامًا من الزواج، وبغض النظر عن رداءة المحتوى الإعلانى، فإنه كان رديئًا أيضًا على مستوى الفكرة والتنفيذ، ليستحق عن جدارة لقب الإعلان الأسوأ هذا العام.
أفضل هاشتاج
شاحن - حازم
كتب- أحمد السمانى:
«السخرية الجادة».. كانت هى السمة الأبرز فى موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» خلال عام 2012، حيث عكف النشطاء و«التويبس» المصريون على التعامل مع الأحداث والقضايا المصرية الجارية، والتى كان أبرزها التصدى لتيار الإسلام السياسى.
وجاء هاشتاج «كاذبون - باسم - الدين»، على قمة الموضوعات التى لاقت رواجًا كبيرًا على موقع التواصل الاجتماعى، والذى كان بمثابة رصد وتأريخ وتوثيق لكذب عدد من رموز وقادة تيار الإسلام السياسى سواء من جماعة الإخوان المسلمين أو السلفيين باسم الدين، والتى تخطت مواقع التواصل الاجتماعى لتنتشر فى الشارع على صورة عروض فيديو فى أكثر من مكان، لتسير على نهج حملة سابقة باسم «عسكر كاذبون»، التى كانت تفضح انتهاكات المجلس العسكرى خلال توليه الحكم فى الفترة الانتقالية ولاقت رواجًا كبيرًا كذلك.
لكن السخرية وصلت ذروتها، عندما انتشر خبر عدم مناصرة أبو إسماعيل لأنصاره عند مسجد القائد إبراهيم فى الإسكندرية، بسبب فقدانه الشاحن، ليظهر عدد من الهاشتاجات التى شارك فيها مئات الآلاف من المستخدمين، أبرزها وأخفَّها دمًّا هاشتاج «شاحن - حازم»، الذى يستحق أن يكون أفضل هاشتاج لهذا العام.
أسوأ هاشتاج
مش عايزين نشوفك
كتب- أحمد السمانى:
«العنصرية والتشويه».. سلاح باتت تستخدمه وبقوة تيارات الإسلام السياسى من أنصارها ومؤيديها ولجانها الإلكترونية، وتوجهه تجاه أى شخص أو جهة أو مؤسسة أو حزب يجاهر بمعارضة أفكارهم وآرائهم.
«الهجوم على الإعلام» اتَّخذ وجوهًا كثيرة فى موقع التواصل الاجتماعى، لكن كان أبرزها هو هاشتاج «مش - عايزين - نشوفك» كل إعلامى على حدة، مطالبين بإبعادهم عن القنوات الفضائية. كما أن أحد أبرز المواضيع التى عزَّزت من الفرقة، وأظهرت عنصرية أنصار تيار الإسلام السياسى، بعد تأييد عدد منهم فتوى تحريم تهنئة الأقباط بعيد الميلاد، والتى قابلها آخرون بالسخرية من ازدواجية الإخوان الذين وجَّهوا التهنئة على حسابهم باللغة الإنجليزية وتجنَّبوا توجيهها بالعربية. أما الحملة الأخرى فى «تويتات الفرقة والانقسام» كانت تلك التى أطلقتها اللجان الإلكترونية المتأسلمة بعنوان «جعلونى - إخوانيًّا»، والتى استخدموها وسيلة للتأكيد أنهم تحوَّلوا لتأييد الجماعة بعد أداء المعارضة والإعلام الهزيلَين على حد زعمهم، والتى جاءت على غرار الحملة الشبيهة التى كانت تسوقها اللجان الإلكترونية على «الفيسبوك» بترويج الأفكار المؤيدة للجماعة، وفى نهاية التعليق يكتب «وعلى فكرة أنا مش إخوان».
أفضل مدرب
حسام البدرى
كتب- عبد الحميد الشربينى:
رغم الظروف الصعبة التى تولَّى خلالها تدريب النادى الأهلى هذا الموسم، بداية من دورى المجموعات بدورى أبطال إفريقيا، فإن حسام البدرى المدير الفنى للفريق الأحمر، نجح فى تحقيق إنجاز كبير بالتتويج باللقب الإفريقى رغم الصعوبات والمشكلات التى واجهته من توقّف النشاط الرياضى بجانب كونه أول مدرب وطنى يشارك فى كأس العالم للأندية. ورغم تجاهل «الكاف» له خلال جوائز أفضل المدربين فى إفريقيا، فإن البدرى يعتبر أفضل مدرب مصرى عام 2012، لما قدَّمه هذا العام مع النادى الأهلى وقيادته إلى اللقب الإفريقى خلال فترة قصيرة فقط مع أول مباراة خاضها الأهلى فى البطولة يوم 8 يوليو أمام مازيمبى الكونغولى وحتى مباراة لقاء مونتيرى المكيسكى فى كأس العالم للأندية يوم 16 ديسمبر. وبدا البدرى موسمه مع الأهلى بالفوز بلقب السوبر المحلى على حساب إنبى بهدفَين مقابل هدف، ليحقق ثالث ألقابه كمدرب مع الأهلى. وواجه البدرى مع الأهلى مشكلة اللعب دون جمهور داخل مصر، ورغم ذلك نجح فى اعتلاء صدارة المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة على حساب مازيمبى وتشيلسى والزمالك، وتأهل لنصف النهائى وتجاوز عقبة صن شاين رغم المشكلات التى واجهت الفريق بغياب محمد أبو تريكة عن المباراة لمشكلات مع الإدارة قبل أن يتخطّى الترجى فى النهائى رغم ظروف المباراة بعد أن تعادلا فى برج العرب بهدف لكل منهما قبل أن يحقق الأهلى «الإعجاز» بالفوز على الترجى فى رادس بهدفين مقابل هدف ويتوَّج الأهلى باللقب السابع، ليكون أول مدرب مصرى يحقق اللقب الإفريقى بعد غياب 25 عامًا.
أفضل لاعب
أبو تريكة ومحمد صلاح
كتب- عبد الحميد الشربينى:
الثنائى محمد أبو تريكة صانع ألعاب الأهلى والمنتخب الوطنى، والصاعد محمد صلاح لاعب بازل السويسرى، هما الأبرز فى الكرة المصرية خلال عام 2012، لما قدماه من إنجازات كبيرة مع نادييهما أو المنتخب الوطنى بجانب المنتخب الأوليمبى، ليكون فوزهما بجائزة أفضل لاعب كرة داخل القارة السمراء بالنسبة إلى أبو تريكة وأفضل لاعب صاعد بالنسبة إلى محمد صلاح، خير تتويج لجهودهما فى هذا العام. أبو تريكة نجح فى قيادة الأهلى للفوز ببطولة دورى أبطال إفريقيا للمرة السابعة بجانب المشاركة فى كأس العالم للأندية للمرة الرابعة، وأسهمت أهداف أبو تريكة الحاسمة مع الأهلى فى حصد اللقب الإفريقى رغم الظروف الصعبة التى شهدتها الكرة المصرية من توقف النشاط الرياضى بعد أحداث بورسعيد. ولم يتوقف تألّقه مع الأهلى فقط، بل امتد مع المنتخب الوطنى بعد أن نجح فى قيادة الفراعنة لصدارة المجموعة السابعة من تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2013 بإحرازه هدفَين حاسمَين فى مرمى غينيا بكوناكرى بجانب ظهوره المميز مع المنتخب الأوليمبى فى أوليمبياد لندن 2012 وإحرازه هدفَين مع صغار الفراعنة، قادا الفريق للتأهل لدور الـ16. أما الصاعد محمد صلاح، فيعتبر امتدادًا لمسيرة النجوم فى الكرة المصرية بعد أن بدأ مسيرة التألق مع المنتخب الأوليمبى فى بطولة أمم إفريقيا تحت 23 سنة بالمغرب قبل أن ينجح مع المنتخب الوطنى الأول فى التألق خلال مشواره فى تصفيات كأس العالم 2014 بعد أن أحرز هدف الفوز على غينيا، وهو الهدف الذى اختاره «الفيفا» من أفضل الأهداف فى عام 2012، واستمر تألق صلاح مع المنتخب الأوليمبى فى أوليمبياد لندن بعد أن شارك وتألق رغم إصابته فى الكتف ونجح فى إحراز 3 أهداف حاسمة للمنتحب أسهمت فى تأهله للدور الثانى. وبعد الأوليمبياد برز صلاح مع نادى بازل السويسرى سواء خلال مبارياته فى الدورى أو فى الدورى الأوروبى، ودخل الفريق فى منافسة قوية للحفاظ على لقب الدورى بجانب الوجود مع الكبار فى الدورى الأوروبى.

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments