لا يعد ما حدث من اقتحام مقر صحيفة شارلي ابيدو حدث يمكن قراءاته بصيغة محددة بل هو كتلة احداث مصفوفة يجب تفكيكها و اعادة رصها بطريقة رأسية يمكن رؤيتها مصطفة بجوار بعضها لنري ما بينها من تفاوت و تناقض
اولا هناك اجانب فارون من بلدان استبدادية ديكتاتورية يبحثون عن لقمة عيش و احترام لذواتهم و بينما لم يستطيعوا العيش في بلادهم بطريقة ادمية تايق بأنسان القرن الواحد و العشرين بينما يبدو فيها الدين عاملا محركا للاحداث و يبدو فيها احترام الدين شئ لا يستطيع احد ان يتجاهله او يتجاوزه و بينما حضر الدين في بلادهم غاب العدل و الرزق و الحرية و الاحترام و اى قيمة انسانية اخري فلم يجد الملايين الا ان يفروا من بلادهم الممتلئة بالدين " او لنكن محددين و نقول الممتلئة بمظاهر التدين الاجوف "الى عالم اخر يقدر الانسان في حد ذاته فيعطيه اجرا عادلا و معاملة متساوية و عدلا لا يشكك فيه احد لكن هذه المجتمعات استبدلت الدين بأشياء اخري كالحرية و حق التعبير و الديموقراطية بينما انزوي الدين في هذه المجتمعات ليكون شيئا هامشيا لا يعني احد و لا يهم احد بأعتباره شيئا فرديا و ليس جماعيا مثل المجتمعات الشرقية .
و بينما يفترض ان المسافر من الشرق للغرب يجب ان يضع عادات المجتمع المسافر اليه في الاعتبار الا ان الواقع يقول ان المسافر غربا في العادة يأخذ شرقه معه بكل ثقافته و فكره معه و تحدث الصدمة الحضارية و الفكرية كلما كان التعليم اقل او الثقافة ضحلة و طبعا تزيد الصدمة كلما كان الدين عن تقيلد و تلقى و ليس عن تعلم و ازدياد في الاطلاع
و هنا نفاجئ ان الضيف يقتل صاحب البيت و نفاجئ ان من لم يجد حقه في بلده يحاسب من اقستم رزقه معه و استقبله احسن ما كان يعيش في مجتمعه و يفاجئ الاوربيين بأن من فتحوا لهم بلادهم اصبحوا قنابل موقوتة او اشخاص محل اشتباه دائم و تحدث الصدمة للأخرين كيف يفعل بنا هذا و هل اخطئنا حينما فتحنا اوربا للمسلمين ؟
ثانيا : القراءة الثانية للحدث تتعلق بالسياسة الاوربية الخارجية التى تتعلق بربط الحدث الجنائى بدين صاحبه اذا كان مسلما بينما لا يتم هذا الربط اذا كان الارهاب او القتل من اى جنس اخر فلا اسبان الباسك في ايتا يقال عنهم ارهاب اسبانى او مسيحى و لا قلنا حينما فجر تيموثى ماكفي المبنى الفيدرالى في اوكلاهوما انه ارهاب مسيحي فلماذا اذا هذا الربط بين مسلم كشخص و اسلام كعقيدة مع حادث ؟
و من قال ان كل المسلمين او حتى غالبية المسلمين يؤيدون ما حدث ؟ ان ارتباط الشخص و الحدث بالدين يماثل مثلا الحركات الصهيونية اليهودية ابان الحرب العالمية الثانية فهل كان هذا ارهابا يهوديا او كارتباط اشخاص بادر ماينهوف بالمسيحية فهل كان هذا ارهابا مسيحيا
و من قال ان السلوك الفردى هو مؤشر لقيم الدين ثم ماذا يقال حينما يكون هذا السلوك العنيف موجها لاشخاص من نفس الدين ؟ لقد قتل مسلمين عاديين على يد مسلمين اخرين فهل يكون هذا ارهابا اسلاميا ام انه سلوك عصابي متعصب يماثل الكثير من الاحداث التى مر بها العالم علي يد اشخاص مجرمين اجرموا في حق شعوبهم حتى لو كانوا يحملون دينهم فأمريكا مثلا وحدها شهدت عدة حوادث ارهاب من اشخاص مسيحيين ضد مواطنيهم دون ان ينعكس هذا على فهم المسيحية كدين بل ظل الامر منحصرا في نطاق انه جريمة قتل جماعي لكن حينما يكون الامر متعلقا بوجود شخص مسلم فالعقل الكولونالى يرمي الحدث على خلفية اوسع ليشمل دينا و شعوبا و مجتمعات باسرها
ثالثا : القراءة الثالثة تقول ان الارهابى صديقى حينما يقتل بامري او يحقق مصالحي و هو عدوي حينما يكون امر القتل بيد غيري فأسامة بن لادن و اتباعه هم ابطال يتم مدهم بالسلاح الغربى و يجتمعون مع مسئولين غربيين و هم المجاهدين الذي يتم جمع التبرعات لهم و تصويرهم في الاخبار على انهم صانعي الاخبار و البطولات و هم ذاتهم المجرمين المطاردين بعد انتفاء الحاجة اليهم و هم الارهابيين بعد ان كانوا مجاهدين و هم المطاردين في الجبال بعد ان كانوا الابطال و هم المجرمين المطلوبين لحيازتهم اسلحة " قدمت اليهم يوما ما كهدايا او عطايا "
ان ازدواجية النظر من السياسة الاوربية و استسهال التلاعب بالاشخاص لتحقيق اهداف تخص الغرب تخلق اجيال محملة بافكار تم زراعتها من قبل الغرب و سيكون الغرب اول من يدفع ثمنها
رابعا : القراءة الرابعة هى للتعليم و الثقافة المنتشرة عندنا و التى تنتج اجيالا لا هى متعلمة و لا هي جاهلة بل اجيال تري ان رأيها هو المقدس و ان عقلها هو الوحى و ان لسانها هو الرسالة و بالتالى يكون كل منهم هو الدين الذى لا يقبل ان يختلف احد معه و لا يقبل ان يكون هناك مجال للمناقشة او تصحيح المفاهيم و يحضرني هنا موقف محمد على اغا الذى حاول اغتيال البابا ثم ندم بعد ذلك فهل كان هذا الندم سيفيده لو كان البابا قتل على يده ؟ ( يقال ان محمد على اغا تحول لاحقا الى المسيحية )
هذه مجرد قراءات سريعة لحادث اعتقد انه سيؤثر على مجريات الفكر الاوربى قويا
اولا هناك اجانب فارون من بلدان استبدادية ديكتاتورية يبحثون عن لقمة عيش و احترام لذواتهم و بينما لم يستطيعوا العيش في بلادهم بطريقة ادمية تايق بأنسان القرن الواحد و العشرين بينما يبدو فيها الدين عاملا محركا للاحداث و يبدو فيها احترام الدين شئ لا يستطيع احد ان يتجاهله او يتجاوزه و بينما حضر الدين في بلادهم غاب العدل و الرزق و الحرية و الاحترام و اى قيمة انسانية اخري فلم يجد الملايين الا ان يفروا من بلادهم الممتلئة بالدين " او لنكن محددين و نقول الممتلئة بمظاهر التدين الاجوف "الى عالم اخر يقدر الانسان في حد ذاته فيعطيه اجرا عادلا و معاملة متساوية و عدلا لا يشكك فيه احد لكن هذه المجتمعات استبدلت الدين بأشياء اخري كالحرية و حق التعبير و الديموقراطية بينما انزوي الدين في هذه المجتمعات ليكون شيئا هامشيا لا يعني احد و لا يهم احد بأعتباره شيئا فرديا و ليس جماعيا مثل المجتمعات الشرقية .
و بينما يفترض ان المسافر من الشرق للغرب يجب ان يضع عادات المجتمع المسافر اليه في الاعتبار الا ان الواقع يقول ان المسافر غربا في العادة يأخذ شرقه معه بكل ثقافته و فكره معه و تحدث الصدمة الحضارية و الفكرية كلما كان التعليم اقل او الثقافة ضحلة و طبعا تزيد الصدمة كلما كان الدين عن تقيلد و تلقى و ليس عن تعلم و ازدياد في الاطلاع
و هنا نفاجئ ان الضيف يقتل صاحب البيت و نفاجئ ان من لم يجد حقه في بلده يحاسب من اقستم رزقه معه و استقبله احسن ما كان يعيش في مجتمعه و يفاجئ الاوربيين بأن من فتحوا لهم بلادهم اصبحوا قنابل موقوتة او اشخاص محل اشتباه دائم و تحدث الصدمة للأخرين كيف يفعل بنا هذا و هل اخطئنا حينما فتحنا اوربا للمسلمين ؟
ثانيا : القراءة الثانية للحدث تتعلق بالسياسة الاوربية الخارجية التى تتعلق بربط الحدث الجنائى بدين صاحبه اذا كان مسلما بينما لا يتم هذا الربط اذا كان الارهاب او القتل من اى جنس اخر فلا اسبان الباسك في ايتا يقال عنهم ارهاب اسبانى او مسيحى و لا قلنا حينما فجر تيموثى ماكفي المبنى الفيدرالى في اوكلاهوما انه ارهاب مسيحي فلماذا اذا هذا الربط بين مسلم كشخص و اسلام كعقيدة مع حادث ؟
و من قال ان كل المسلمين او حتى غالبية المسلمين يؤيدون ما حدث ؟ ان ارتباط الشخص و الحدث بالدين يماثل مثلا الحركات الصهيونية اليهودية ابان الحرب العالمية الثانية فهل كان هذا ارهابا يهوديا او كارتباط اشخاص بادر ماينهوف بالمسيحية فهل كان هذا ارهابا مسيحيا
و من قال ان السلوك الفردى هو مؤشر لقيم الدين ثم ماذا يقال حينما يكون هذا السلوك العنيف موجها لاشخاص من نفس الدين ؟ لقد قتل مسلمين عاديين على يد مسلمين اخرين فهل يكون هذا ارهابا اسلاميا ام انه سلوك عصابي متعصب يماثل الكثير من الاحداث التى مر بها العالم علي يد اشخاص مجرمين اجرموا في حق شعوبهم حتى لو كانوا يحملون دينهم فأمريكا مثلا وحدها شهدت عدة حوادث ارهاب من اشخاص مسيحيين ضد مواطنيهم دون ان ينعكس هذا على فهم المسيحية كدين بل ظل الامر منحصرا في نطاق انه جريمة قتل جماعي لكن حينما يكون الامر متعلقا بوجود شخص مسلم فالعقل الكولونالى يرمي الحدث على خلفية اوسع ليشمل دينا و شعوبا و مجتمعات باسرها
ثالثا : القراءة الثالثة تقول ان الارهابى صديقى حينما يقتل بامري او يحقق مصالحي و هو عدوي حينما يكون امر القتل بيد غيري فأسامة بن لادن و اتباعه هم ابطال يتم مدهم بالسلاح الغربى و يجتمعون مع مسئولين غربيين و هم المجاهدين الذي يتم جمع التبرعات لهم و تصويرهم في الاخبار على انهم صانعي الاخبار و البطولات و هم ذاتهم المجرمين المطاردين بعد انتفاء الحاجة اليهم و هم الارهابيين بعد ان كانوا مجاهدين و هم المطاردين في الجبال بعد ان كانوا الابطال و هم المجرمين المطلوبين لحيازتهم اسلحة " قدمت اليهم يوما ما كهدايا او عطايا "
ان ازدواجية النظر من السياسة الاوربية و استسهال التلاعب بالاشخاص لتحقيق اهداف تخص الغرب تخلق اجيال محملة بافكار تم زراعتها من قبل الغرب و سيكون الغرب اول من يدفع ثمنها
رابعا : القراءة الرابعة هى للتعليم و الثقافة المنتشرة عندنا و التى تنتج اجيالا لا هى متعلمة و لا هي جاهلة بل اجيال تري ان رأيها هو المقدس و ان عقلها هو الوحى و ان لسانها هو الرسالة و بالتالى يكون كل منهم هو الدين الذى لا يقبل ان يختلف احد معه و لا يقبل ان يكون هناك مجال للمناقشة او تصحيح المفاهيم و يحضرني هنا موقف محمد على اغا الذى حاول اغتيال البابا ثم ندم بعد ذلك فهل كان هذا الندم سيفيده لو كان البابا قتل على يده ؟ ( يقال ان محمد على اغا تحول لاحقا الى المسيحية )
هذه مجرد قراءات سريعة لحادث اعتقد انه سيؤثر على مجريات الفكر الاوربى قويا
Comments