القائمة الرئيسية

الصفحات


لا ينكر احد ان خطأ عبد الناصر الاكبر كان الاحتفاظ بحكيم و " الاتكال عليه " فيما يخص الجيش المصري و هو ما ترتب عليه قصور الرؤية عن الخطط العسكرية و التسليح ....و لا تتعارض الناصرية من الاحاطة بالاخطاء و تدارسها لعدم تكرارها
حوار مع الفريق أول محمد فوزى

وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة
حول الفترة من 11/6/1967 وحتى 13 /5/1971(1)
هذا الكلام جزء من حوار للفريق فوزي
نقتطع منه جزء خاص بظروف بداية حرب 1967

الخداع الدولى:
اليوم الأخير كان هو يوم 2/6؛ ملاحظة من أمريكا وملاحظة أخرى من روسيا الى الرئيس عبد الناصر تمت فى أوقات عجيبة؛ فالروسى أيقظ الرئيس الساعة 3 صباحا ليقول له: من فضلك لا تضربوا الضربة الأولى!
عبد الناصر كان قبل ذلك وافق على ثلاثة طلبات للسكرتير العام للأمم المتحدة يوم 23 مايو، وفى الآخر تجرأ يوثانت وقال: يا سيادة الرئيس تسمح لى أسأل عدة أسئلة؛ لأن فى ضغوط كثيرة على، من ضمنها أن إسرائيل تشعر بالرعب من أن تكون لديكم النية فى الهجوم عليها وضربها. أكد عبد الناصر له أن ذلك لن يحدث، ولا توجد نية الهجوم على إسرائيل وضربها، وواضح أن يوثانت بلغ هذا الكلام لهم.
إن كلا القوتين أرسلتا هاتان الملحوظتان للرئيس عبد الناصر وهددتا بعدم الوقوف معنا. لقد كانت عملية خداع، من ضمنها إبداء الرغبة فى تسوية المسألة؛ وذلك لما وجدوا الحشود تمت وفى جدية. لقد أخفوا النية الحقيقية لإسرائيل فى أنها هى التى ستضرب، ومناورات خداعية، ثم موافقتهم على زيارة زكريا محيى الدين، ويتحدد الميعاد يوم 5/6؛  كدليل على أن أمريكا لها الرغبة فى حل الموضوع!
لكن الرئيس عبد الناصر التزم بكلمته، على أساس أن أسلوبنا دفاعى وأصلا خطتنا دفاعية، وما الذى يجعلنا نقوم بالضربة الأولى؟! ليس من عنده إذا، وليس من أثر الملاحظة القادمة من موسكو أو من واشنطن.. لأ الحق يقول ذلك. الكُتاب يقولون شىء آخر؛ التهديد من موسكو.. لا تضرب الضربة الأولى، مثل منطق صدقى محمود مثلا؛ أننا الأصل دفاعيين، والخطة قاهر دفاعية.

7- الرئيس يحذر والقيادة العسكرية لا تتجاوب:
يوم 2/6 حدثت مناقشة حادة بين الرئيس عبد الناصر وبين صدقى محمود؛ يا صدقى الضربة الأولى لو قبلناها ماذا نخسر؟ من 15 الى 20٪ ؛ هذا كلام صدقى محمود فى هذه الليلة، والناس المجتمعة سمعت ذلك؛ بما فيهم المشير وشمس بدران وقادة القوات المسلحة كلهم. قال الرئيس: نعمل حسابنا لبعض إجراءات وقائية تقلل هذه النسب، ونظر للمشير عامر وقال: يمكن أن نخفف القوات الموجودة فى الأمام؛ أى بدل ما فيه 4 مطارات فى سيناء بها حشود، يكونوا قريبين للضربة الأولى؛ لأ.. قلل القوات وأرجعها للقناة.
انتهى الموضوع هكذا؛ صدقى غضبان من كلمة الضربة الأولى وخرج. فى ذلك اليوم قال الرئيس: الهجوم سيحدث 100٪  - قبل ذلك كان قالها متوقعا80٪، وقبلها كان قالها 60٪، وذلك فى جلسات سابقة مع المشير عبد الحكيم عامر - ولكن هذه المرة قال: 100٪ وأنا مقدر 48 ساعة حتى يبدأ الهجوم. هذا كان يوم 2/6  ليلا فى القيادة العامة فى مدينة نصر؛ 2/6  احسبها.. تكون الضربة يوم 5/6!
قيل كلام كثير على الرئيس عبد الناصر: هو تنبأ؟ هو شيخ؟ وأحب أن أرد على هذه المهاترات، وأقول تصورى: الرئيس جمال عبد الناصر كان يقرأ - وهو يقول هذا الكلام: 48 ساعة وهو ما حدث يوم الاثنين 5/6 - كان يقرأ ملف 56، وحافظ الإجراءات الداخلية فى إسرائيل التى تتم قبل الهجوم؛ فتكلم عن التعبئة ورفع درجة الاستعداد وفتح القوات التعبوى، وكذلك الناحية السياسية والترتيبات الشعبية، والوقاية الجوية على إسرائيل، وأيضا وزارة الحرب وتعيين وزير الدفاع؛ تلك الإجراءات تمت فى أكتوبر سنة 56.
بعبارة أخرى لو فتحت ملف 56 ستجد أن الكلام الذى قيل على مائدة الاجتماعات يوم 2 / 6  هو نفس ما حدث فى داخل إسرائيل يوم 29 أكتوبر 56، وما قبلها بـ 48 ساعة. فعلا ديان تولى فى وزارة ائتلافية، ورفعت درجة الاستعداد، وتمت التعبئة؛ كل الترتيبات التى ذكرها هى تحليل لـ 56، أى أن عبد الناصر لم يكن يتنبأ، عبد الناصر لم تصله معلومات تجعله يقول ذلك، وإنما خبرة عن شئ حصل له سنة 56.

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments