قالت جريدة “واشنطن بوست” الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب تنتظره العديد من الأخبار السيئة قانونياً في الأسبوع الحالي، وإن مصيره بات معلقاً بشهادات مسئولين وتحقيقات في أكثر من جهة وعلى مختلف المستويات، وربما يأتي الأسوأ لترامب من مسئولة لم تؤد قسمها القانوني حتى الآن.
وفي مقال للصحفي المخضرم بالواشنطن بوست “يوجين روبنسون”، نقل عن “ليتيشيا جيمس” التي من المقرر أن تتسلم منصب المدعي العام لنيويورك مطلع العام الجديد، نقل عنها تصريحاتها لشبكة “إن بي سي” التي قالت فيها إنها تخطط لأن تستخدم كل المساحات القانونية المتاحة للتحقيق في صفقات ترامب وعائلته التجارية المثيرة للجدل بالإضافة لنيتها توجيه اتهامات لأصدقاء ترامب الذين أعطاهم عفواً عن جرائمهم.
وأضاف الكاتب في مقاله أن ترامب استطاع تضخيم ثروته وحجم أعماله ببراعته في الكذب واستطاع إقناع مؤيديه بأنه رجل أعمال ناجح يُدير شركة عقارات كبرى رغم أنه في الحقيقة لم يصل إلى مصاف تجار العقارات من الدرجة الأولى في نيويورك، وليس لديه إمبراطورية مالية ضخمة، بل هي شركة عائلية صغيرة يُديرها مباشرةً هو وأبناؤه.
ترامب ليس رجل أعمال ناجح كما روّج لنفسه
كما أن ترامب اكتسب سمعة في عالم التجارة وبالأخص في مجال العقارات بأنه شخص “لا يُعتمد عليه” وكان كبار تجار العقارات يتجنبون العمل معه، وحتى حينما حاول أن يعتمد على نفسه ويزيد من حجم أعماله ببناء كازينو في “أتلانتيك سيتي” فشل فشلاً ذريعاً ولم يستطع حتى والده إنقاذه، بل ترك المصرفيين يتعاملون مع نتائج فشله، ولولا ظهوره المتميز في برنامج “The Apprentice” لكان قد أعلن إفلاسه تماماً.
وأشار الكاتب إلى الصفعات القانونية التي بات يتلقاها ترامب كل بضعة أيام، ومن ضمنها الحكم على مستشاره السابق “مايكل كوهين” بالسجن ثلاث سنوات، وكان من ضمن اعترافاته أنه خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية لصالح ترامب وكان وسيطاً لدفع أموال لممثلة إباحية مقابل سكوتها وعدم فضحها لعلاقتها بترامب (280 ألف دولار)، وهو ما اعترفت به شركت “AMI” التي يديرها الصديق المقرب لترامب أيضاً.
القضية الأخطر لعائلة ترامب
ويستخلص كاتب المقال مما سبق أن ترامب متورط بشكل واضح في جريمتين باعترافات صريحه من معاونيه، بالإضافة إلى القضية الأخطر والتي تُمثل الخطر الأكبر على ترامب وعائلته حيث ستبدأ ولاية نيويورك في التحقيق في كم المبالغ التي حصلت عليها عائلة ترامب مقابل بيع عقارات فاخرة لأثرياء الحكم الروسي وغيرهم من حكومات اللصوص، ومن أين حصل هؤلاء المشترون على أموالهم
كما أشارت التحقيقات إلى مصرف “دويتشة فيله” الألماني المتورط بقضايا غسيل اموال، ولماذا هو البنك الوحيد الذي وافق على إقراض ترامب في السنوات الأخيرة، ومن أين حصلت عائلة ترامب على أموال بمبالغ كبيرة لاستخدامها في عدة صفقات كشف عنها مراسلو البيت الأبيض؟.
الخلاصة أن ترامب بات على أعتاب أخطر مرحلة في فترته الرئاسية الأولى، وقد تُفضي نتائج التحقيقات الموسعة إلى ضرورة عزله من منصبه وهو على الأغلب لن يستطيع الترشح لفترة رئاسة ثانية، فكل القضايا التي سبق ذكرها ليست وحده ما يقوض ترامب، فهناك أيضاً قضية مقتل خاشقجي التي صوّت الكونجرس بأغلبية لإعلان مسئولية ولي العهد السعودي عنها
Comments