بوست هام لصديق علي الفيس بيوضح لنا أن المشاكل واحدة و هموم المثقفين أمام السلطة الدينية واحدة
المقال للصديق مدحت صفوت
توحيد أرثوذوكس العالم
.. #قوتنا_في_معموديتنا
في أبريل 2017، يعني من سنيتن بالظبط، خاض البابا تواضروس معركة مهمة جدًا لتوقيع اتفاق مع البابا فرانسيس لإنهاء خلاف «الاعتراف بالمعمودية» بين الكنيستين، الاتفاق اللي رفضه كثيرون من الكهنة من داخل الكنيسة الأرثوذوكسية نفسها، وطلعوا بيان أعلنوا فيه عدم صحة الاعتراف بالمعمودية الكاثوليكية، ونفوا تمامًا توقيع اتفاق بهذه الصيغة.
خلينا نشرح شوية حاجات، للأسف مضطرين نشرحهم، لأن في قطاعات من الناس لا تعرف أي شيء عن «المسيحيين»، وسبق أننا فسرنا ده بسبب آليات تعامل الأغلبية مع ذاتها، والاكتفاء بنفسها وثقافتها.
شوف يا سيدي، من أول المسيحية لحد القرن الخامس الميلادي كانت الأمور في الدين المسيحي على ما يرام نسبيًا، جات سنة 451م، وانعقد مجمع خلقدونيا بأمر من الإمبراطور الروماني مرقيانوس، وده بإيعاز من أسقف روما، للرد على الهرطقات أو «البدع» اللي بيشوفها الكهنة مخالفة للعقيدة، وفكرة المجامع كانت موجودة من وقت من يعرفوا باسم «تلاميذ المسيح»، وفي القرن اللي قبله انعقد مجمع أصغر شوية اسمه «نيقة» وكان موضوع الرد على «آريوس»، اللي شاف أن المسيح مش إله، واللي أسس «المسيحية الآريوسية»، تقريبا مذهب ينفي فكرة التثليث، بيقول إن الله واحد والمسيح ده مجرد كلمة، مش موضوعنا.
بالنسبة لمجمع خلقدونيا، ناقش موضوع مهم في العقيدة المسيحية، اسمه «طبيعة المسيح»، اللي هتدور حوالين الاتحاد بين المسيح كبشر والمسيح كإله، أسقف روما وقتها شاف أن يسوع له طبيعتان، إلهية وبشرية، وله مشيئتان، إلهية وبشرية برضه، زي اللي فاتوا بالظبط. يعني ف لحظة هو إله وف لحظة تانية هو إنسان. الكنائس الشرقية، وكنيسة الإسكندرية، شايف أن الطبيعتين متحدتان، بس بشرط عدم الامتزاج، فالمجمع دارت فيه «عركة كبيرة» جنابك، وقرر عزل بابا الإسكندرية، فالكنيسة المصرية بدورها، قالت مش لاعبة معاكم ورفضت القرار.
هنا يا سيد، المسيحية بقى لها كنيستان كبيرتان، الأولى روما والقسطنطينية، والتانية المصرية وفضل تبعها شوية أرمن على سريان، وكان البطاركة يعنون من قبل الإمبراطور الروماني، لكن الأرثوذوكس كانوا يرسمون بابا سريا، وخارج مدينة الإسكندرية، ومالوش علاقة بالإمبراطور، وفضلوا على الحال ده لحد ما هيجي عمو عمرو بن العاص، وتنضم مصر للإمبراطورية الإسلامية، الخلافة، وتنتهي سيطرة الرومان ويبدأ الأرثوذوكس ترسيم البطريرك على كرسي الإسكندرية.
طبعًا، فيه شوية خلافات بدأت تظهر من القرن الخامس، وكانت بتزيد كل ما مرّ الوقت، فبعد أزمة طبيعة المسيح، ظهرت في القرن 11 ميلاديا، أزمة «الابن الينبوع»، ايه يا عم الكلام ده؟ يعني انت بتسمع باسم الآب والابن والروح القدس، الجماعة الكاثوليك يا سيدي بيقولوا أن الروح القدس انبثقت من الآب والابن معًا، ومن ثمّ يبقى الابن ينبوع، الأرثوذوكس بيقولوا على الكلام ده «هرطقة» وأن الآب لوحده، ينبوع «لا شريك له».
والجماعة الكاثوليك تحس فيهم عرق مسلم كده، إزاي؟ أغلب المسلمين والتراث الإسلامي بيقول إن الإنسان هيمر على «جهنم»، شوية وقت، بعيدًا عن الفانز والسامعين، وبعدين هيخش الجنة، فروما ياسيدي قالت وماله نسميه «المطهر» النفر منهم يتعذب له شوية على أد ذنوبه، أما الأرثووكس، قالوا الله؟ إزاي؟ المسيح جاء ليخلصنا يبقى يخلصنا، مش يخلص حتة ويسيب حتة، ورفضت، وقالت اللي هيدخل الملكوت مش هيتعذب أبدًا، المسيح فداه وخلاص، وطالما حنّا عشمان يخش الجنة، فببركة يسوع هينولها.
وكمالة العرق المسلم اللي عند الكاثوليك، هتلاقي يا جدع الناس دي بتقدس مريم العذراء أوي، وبتقول عنها أنها «أطهر نساء العالمين» زي القرآن بالظبط، وممكن تطلب منها «الشفاعة» ف المطهر، اشفعي لنا يا أم النور، وما ينفعش طبعًا تكون ورثت خطيئة آدم وحوا الأولى، دي حاجة «شافية متشفية» ولدت من حنة ويواقيم، أقرب ما تكون إلى الإنسان الكامل، وأي بلاوي ألصقتها التوارة بالستات، مريم عند الكاثوليك منها براء. الأرثوذوكس، لا يعني لا، بشر عادية جدًا، صحيح كُرمت بولادة الرب يسوع لكن يلزمها خلاصه زيها زي بقية الناس. ومش هأطول عليك، قول طول، فيه شوية خلافات في الطقوس كده وترسيم الكهنة والتراتب.
أخطر خلاف ف نظري، هو ما يخص السؤال عن مستحقي الفداء؟ يعني مين فينا هينول الخلاص من يسوع؟ إيه الشرط اللازم لده؟ بطبيعة الحال الجميع بيتفق على ضرورة الإيمان بيسوع وبدوره في الخلاص، لكن اللي مش مؤمن بيسوع ايه نصيبه؟ الكاثوليكية أقرت على نحو نهائي أن الإيمان مش شرط للخلاص، إنما الأعمال بالنيات، آه وربنا قالوا كده، يعني حصولك على الخلاص متوقف النية والأعمال، الأرثوذوكس، ولأنهم دوجما أكتر، أبدًا، وراس أبويا ما يحصل، وكما قال الأنباء المتنيح بيشوي «ما فيش غير الأرثوذوكس هيخش الملكوت»، ولا حتى الكاثوليك والبروتستانت، وده كتبنا عنه قبل كد
المقال للصديق مدحت صفوت
توحيد أرثوذوكس العالم
.. #قوتنا_في_معموديتنا
في أبريل 2017، يعني من سنيتن بالظبط، خاض البابا تواضروس معركة مهمة جدًا لتوقيع اتفاق مع البابا فرانسيس لإنهاء خلاف «الاعتراف بالمعمودية» بين الكنيستين، الاتفاق اللي رفضه كثيرون من الكهنة من داخل الكنيسة الأرثوذوكسية نفسها، وطلعوا بيان أعلنوا فيه عدم صحة الاعتراف بالمعمودية الكاثوليكية، ونفوا تمامًا توقيع اتفاق بهذه الصيغة.
خلينا نشرح شوية حاجات، للأسف مضطرين نشرحهم، لأن في قطاعات من الناس لا تعرف أي شيء عن «المسيحيين»، وسبق أننا فسرنا ده بسبب آليات تعامل الأغلبية مع ذاتها، والاكتفاء بنفسها وثقافتها.
شوف يا سيدي، من أول المسيحية لحد القرن الخامس الميلادي كانت الأمور في الدين المسيحي على ما يرام نسبيًا، جات سنة 451م، وانعقد مجمع خلقدونيا بأمر من الإمبراطور الروماني مرقيانوس، وده بإيعاز من أسقف روما، للرد على الهرطقات أو «البدع» اللي بيشوفها الكهنة مخالفة للعقيدة، وفكرة المجامع كانت موجودة من وقت من يعرفوا باسم «تلاميذ المسيح»، وفي القرن اللي قبله انعقد مجمع أصغر شوية اسمه «نيقة» وكان موضوع الرد على «آريوس»، اللي شاف أن المسيح مش إله، واللي أسس «المسيحية الآريوسية»، تقريبا مذهب ينفي فكرة التثليث، بيقول إن الله واحد والمسيح ده مجرد كلمة، مش موضوعنا.
بالنسبة لمجمع خلقدونيا، ناقش موضوع مهم في العقيدة المسيحية، اسمه «طبيعة المسيح»، اللي هتدور حوالين الاتحاد بين المسيح كبشر والمسيح كإله، أسقف روما وقتها شاف أن يسوع له طبيعتان، إلهية وبشرية، وله مشيئتان، إلهية وبشرية برضه، زي اللي فاتوا بالظبط. يعني ف لحظة هو إله وف لحظة تانية هو إنسان. الكنائس الشرقية، وكنيسة الإسكندرية، شايف أن الطبيعتين متحدتان، بس بشرط عدم الامتزاج، فالمجمع دارت فيه «عركة كبيرة» جنابك، وقرر عزل بابا الإسكندرية، فالكنيسة المصرية بدورها، قالت مش لاعبة معاكم ورفضت القرار.
هنا يا سيد، المسيحية بقى لها كنيستان كبيرتان، الأولى روما والقسطنطينية، والتانية المصرية وفضل تبعها شوية أرمن على سريان، وكان البطاركة يعنون من قبل الإمبراطور الروماني، لكن الأرثوذوكس كانوا يرسمون بابا سريا، وخارج مدينة الإسكندرية، ومالوش علاقة بالإمبراطور، وفضلوا على الحال ده لحد ما هيجي عمو عمرو بن العاص، وتنضم مصر للإمبراطورية الإسلامية، الخلافة، وتنتهي سيطرة الرومان ويبدأ الأرثوذوكس ترسيم البطريرك على كرسي الإسكندرية.
طبعًا، فيه شوية خلافات بدأت تظهر من القرن الخامس، وكانت بتزيد كل ما مرّ الوقت، فبعد أزمة طبيعة المسيح، ظهرت في القرن 11 ميلاديا، أزمة «الابن الينبوع»، ايه يا عم الكلام ده؟ يعني انت بتسمع باسم الآب والابن والروح القدس، الجماعة الكاثوليك يا سيدي بيقولوا أن الروح القدس انبثقت من الآب والابن معًا، ومن ثمّ يبقى الابن ينبوع، الأرثوذوكس بيقولوا على الكلام ده «هرطقة» وأن الآب لوحده، ينبوع «لا شريك له».
والجماعة الكاثوليك تحس فيهم عرق مسلم كده، إزاي؟ أغلب المسلمين والتراث الإسلامي بيقول إن الإنسان هيمر على «جهنم»، شوية وقت، بعيدًا عن الفانز والسامعين، وبعدين هيخش الجنة، فروما ياسيدي قالت وماله نسميه «المطهر» النفر منهم يتعذب له شوية على أد ذنوبه، أما الأرثووكس، قالوا الله؟ إزاي؟ المسيح جاء ليخلصنا يبقى يخلصنا، مش يخلص حتة ويسيب حتة، ورفضت، وقالت اللي هيدخل الملكوت مش هيتعذب أبدًا، المسيح فداه وخلاص، وطالما حنّا عشمان يخش الجنة، فببركة يسوع هينولها.
وكمالة العرق المسلم اللي عند الكاثوليك، هتلاقي يا جدع الناس دي بتقدس مريم العذراء أوي، وبتقول عنها أنها «أطهر نساء العالمين» زي القرآن بالظبط، وممكن تطلب منها «الشفاعة» ف المطهر، اشفعي لنا يا أم النور، وما ينفعش طبعًا تكون ورثت خطيئة آدم وحوا الأولى، دي حاجة «شافية متشفية» ولدت من حنة ويواقيم، أقرب ما تكون إلى الإنسان الكامل، وأي بلاوي ألصقتها التوارة بالستات، مريم عند الكاثوليك منها براء. الأرثوذوكس، لا يعني لا، بشر عادية جدًا، صحيح كُرمت بولادة الرب يسوع لكن يلزمها خلاصه زيها زي بقية الناس. ومش هأطول عليك، قول طول، فيه شوية خلافات في الطقوس كده وترسيم الكهنة والتراتب.
أخطر خلاف ف نظري، هو ما يخص السؤال عن مستحقي الفداء؟ يعني مين فينا هينول الخلاص من يسوع؟ إيه الشرط اللازم لده؟ بطبيعة الحال الجميع بيتفق على ضرورة الإيمان بيسوع وبدوره في الخلاص، لكن اللي مش مؤمن بيسوع ايه نصيبه؟ الكاثوليكية أقرت على نحو نهائي أن الإيمان مش شرط للخلاص، إنما الأعمال بالنيات، آه وربنا قالوا كده، يعني حصولك على الخلاص متوقف النية والأعمال، الأرثوذوكس، ولأنهم دوجما أكتر، أبدًا، وراس أبويا ما يحصل، وكما قال الأنباء المتنيح بيشوي «ما فيش غير الأرثوذوكس هيخش الملكوت»، ولا حتى الكاثوليك والبروتستانت، وده كتبنا عنه قبل كد
Comments