جريمة لن تسقط بالتقادم
كان يا ما كان.. مصانع الستينات التى اتلفها الفساد و الخصخصة
كتب:أبوالعباس محمد
بداية التسعينات .. استطيع ان اقول بأنها كانت بداية فترة أكبر مؤامرة على صناعة الدولة المصرية وشعار « صنع مصر» لااعتقد أنه قد حدث قبلا فى تاريخها او سيحدث بعد.
فى تلك الفترة قرر الرئيس المخلوع ونظامه أن يذبح مصانع الستينات اعظم شاهد على وطنية ومصرية الفترة الناصرية ، والقرار فى ظنى كما هو فى ظن الاخرين دبر له فى رعاية امريكيه وربما اسرائيلية كاملة ، فامريكا كانت تعرف جيدا أن مصر ليست ثلث العالم العربى ولكنها الثلث الذى يملك من الامكانيات المادية والبشرية والثقافيه والحضارية مايمكن ان يقود المنطقة بأسرها ويعود الى الشرق العربى ذلك المركز الخطير والمجد الذى كان ..
الحقيقة لم اتوقع أن تكون هذه الجريمة او المؤامرة بكل هذه القسوة ، فما أن بدأت فى مراجعة هذه التقارير التى ارسلها الزملاء من محافظاتهم واجادوا فى اعدادها وكتابتها ، احسست بوجع وألم شديد فى الصدر وكأن قلبى لايريدنى ان استكمل القراءة ولدرجة أنه ربما أراد ان يقول لى : اصحاب القلوب الضعيفة يمتنعون وأنا واحد من هؤلاء .
إن الوصف التفصيلى لهذه الجريمة المروعه لا ينبغى ان يسقط ابدا من ذاكرتنا ولا من اجندة المحاسبة ، فملف المحاكمات الجارية الآن لاينيغى ان تكون مقصورة فقط على جرائم قتل المتظاهرين وسرقة بضعة ملايين وعمارات وفيلات سكنيه ، إنما يجب ان تمتد الى هذه النوعية من الجرائم ، عمليات القتل والاغتيال الممنهج التى تمت بحق تلك المشروعات والمؤسسات الوطنية ، فتشرد العمال وضاعت احلام اجيال قادمه باكملها ، هى جريمه لاتسقط بالتقادم
فى مثل هذه الايام ومنذ اربعين عاما هل تتذكرون احتفالات منطقة شبرا الخيمة الصناعية بعيد العمال وصورة عبد الناصر وهو يخطب وعمال شركات الدلتا للصلب واسكوا وولوتكس للمنسوجات وهم يهتفون لعظمة انتاجهم وفخر صناعتهم المصرية التى غزت اسواق العالم .. هذه المصانع هى الان مجرد مبان مغلقة وخرابات وابراج سكنية تم انشاؤها على ماتم بيعه من مساحات وراحت الامجاد ، واما اذا ذهبت الى كفر الدوارواسيوط والفيوم وسوهاج والمنيا ودمياط واسوان ، لن تجد الا الحسرة والألم يعتصر القلوب على هذه المصانع التى تحولت الى مقالب قمامة وقاعات وشوادر للخضار وصالات للافراح بعدما كانت هى قلاع للصناعة والتصدير ويكفى ان تعرف بأن زعماء العالم كانوا يتباهون بارتداء قمصان مصانع كفرالدوار تحديدا القميص الذى كان يحمل رقم 544 ، كلما تجولت فى فراءة هذه التقارير ستشعر بالالم فعلا وتعرف كم هى جريمة بشعه ارتكبها هذا المخلوع واعوانه ، بالذات اقولها لهذا النفر القليل من الذين يحاولون ان يجملوا لنا صورته وافعاله
الفيوم
.. 272 رجلا وسيدتان فقط ومخازن مؤجرة
كتب .. احمد طلعت ومنتصر مفتاح:
كانت هي اول صناعة تشهدها الفيوم عندما اقيم مصنع للغزل بمنطقة العزب بمدينة الفيوم عام 1962 هرع اليه ابناء المحافظة للعمل حتي بلغ عددهم سبعة الاف من العاملين فنيين واداريين ينتجون مايقرب من 7 أطنان من ارقي وأجود الغزل المستخدم في صناعة النسيج في مصر.
لكن ومع بداية تغلغل الفساد بدأ المصنع يتهاوى ويتراجع انتاجه الى ان جاء عام 2000 وشعر العمال أن الغزل الذى كان يغرد ويغزل بارقى انوع الخيوط فى الدنيا هو الان يغزل بخيوط الندامة و الفساد .. فالمصنع الذى كان ينتج 7 اطنان من الغزل في اليوم الواحد اصبح لاينتج سوي طن واحد ، وحتى انتاج الطن الواحد لم يستمر طويلا حتي بدأت عملية تسريح مايزيد على 6700 ستة آلاف وسبعمائة من العمال من ابناء الفيوم اصبحوا في الشارع لم يتبق منهم سوي 274فقط بينهم سيدتان ليتوقف بعدها الانتاج وواغلق المصنع تماما في مارس 2009 .. وأما الأمر المحزن والمؤلم اكثر أن الذين قاموا ببيع هذا المصنع ب 177 مليونا باعوه «شكك» لافراد لم يسددوا منه مليما واحدا وخرج تقرير للجهاز المركزي عام 2007 يؤكد ذلك .. إنما الاغرب هو حصول شركة مصر الوسطي للغزل والنسيج والتى باع مسئولها هذا المصنع علي قروض بـ 35 مليون جنية عام 1990 بحجة تطوير مصنعي الفيوم وبني سويف وللاسف الشديد لم يتم شيئا يذكر من اي تطوير، وطبعا وبما ان الفساد هو سيد الحكاية فالشركة لم تسدد هذه القروض ليتحول المصنع من يومها الي مخازن مؤجرة للعديد من الشركات والافراد من أجل الحصول علي رواتب الـ 274 عاملا هم الباقون في المصنع حاليا وللذكرى فقط
دمياط
الاخشاب والألبان والاسماك .. تبكى ناصر وصديقه عاشور
كتب ـ إبراهيم العشماوي وحسن سعد:
في دمياط تكاد تسمع المصانع وهي تبكي ناصر بكل حرقة وألم، فالرجل الذي قدر خصوصية المحافظة كقلعة صناعية توفر للسوق المصرية كل احتياجاتها من المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية لم يكن يعرف أن سماسرة الزمن الرديء وتجار الخصخصة سينسفون كل أحلامه النبيلة وسيحيلون هذه المصانع إلي أطلال تبكي مجدها الغابر .
لقد بدأ حلم الدمايطة يتحقق بوجود هذه القلعه بقدوم البكباشي حمدي عاشور ابن دمياط والمناضل الكبير والصديق الشخصي لعبد الناصر عندما تولي منصب المحافظ ليضع حجر أساس تحقيق هذا الحلم بانشاء مصانع الألبان و تعليب الاسماك والخشب المضغوط .علي مساحة100 فدان منها 70 فدانا بأرض حوض رضوان بمنطقه الشعراء بدمياط يوجد مصنع غزل دمياط والذي حرص النجارون وأصحاب معارض الأثاث بفرش غرف النوم والصوالين في الشارع، احتفالا بمرور الرئيس جمال عبد الناصر في الشارع بطول ترعة الشرقاوية وشريط القطار سابقا.
أما مصنع ألبان دمياط فقد تأسس كواحد من أهم الصناعات التي اعتمدت علي توجه تخطيطي شامل وكان المصنع ينتج الجبن الأبيض، والرومي، والشيدر، والمطبوخ وكانت قواتنا المسلحة تعتمد عليه حتي منتصف عام 2005 في مدها بمنتجات الألبان، كما كان يتم تصدير منتجاته إلي دول عربية منها السعودية، والإمارات، والكويت، والأردن بالإضافة إلي بعض الدول الأوروبية، والإفريقية ، ولكن الآن حال المصنع يدعو إلي الرثاء، بعد أن تحول إلي ما يشبه الخرابة بسبب الإهمال وسوء الإدارة .من المصانع التي تعثرت ودخلت خانة الماضي مبكرا مصنع أدفينا للأغذية المحفوظة « تعليب الأسماك» بعزبة البرج والذي كان من أحد أبرز مصانع تعليب الأسماك في مصر لما يتمتع به من موقع متميز بمنطقة بها أكبر أسطول صيد أسماك بالشرق الأوسط..حيث كان إنتاج المصنع يغطي الجمهورية من الأسماك المعلبة وأيضا كان يغطي احتياجات القوات المسلحة . لكن أرض المصنع تم تسليمها أخيرا لمجلس مدينة عزبة البرج . واصبحت مرتعًا للقمامة ومأوي لمجرمي وهاربي السجون ومن يتعاطون المخدرات.
أسيوط
اللحوم و الالبان والأطلال الباكية
كتب ـ حمادة السعيد ووائل سمير:
أسمه «مؤسسة اللحوم « تأسس في بداية الستينات على 360 فدانا هى جملة مساحاته فى ثلاثة اماكن قرية بنى سند بمنفلوط وعرب مطيرابنوب وبنى مر بالفتح وفرعا صغير تابع لها فى كوم امبو ـ ليمد الصعيد كله بمنتجات اللحوم والألبان.
وكان يضم بين جنباته المئات من الأطباء والمهندسين والعمال .. وفى اوائل السبيعينات تحولت هذه المؤسسة الى مشروع للثروة الحيوانية ـ الذي. وبحسب تقارير رسمية بلغت ميزانيته في عام 1973 نحو 103 ملايين جنيه كحصة نقدية بالإضافة لحصة عينية ممثلة في المباني والإنشاءات والأراضي التابعة له تقدر بنحو 10 مليارات واكثر أى أنه كان أضخم مشروع خدمي تتبناه الدولة في ذلك الوقت، هذا المشروع الان وعندما تراه لاتملك سوى أن تتألم وتتحسرعلى فترة الستينات وايام الستينات وكيف ان الفساد الذى بدأ يطل برأسه علينا مع الانفتاح وبمنهجية محنكة مدروسة استطاع ان يدمره تدميرا كاملا ليكون مثالا صارخا للتدمير الممنهج للقطاع العام الذي تبنته الحكومات الفاسدة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وقد بقيت منه الإطلال ويحتاج لمن يبعث فيه الحياة من جديد.
اســـوان:
كيما جعلت «للعويل» قيمه
كتب ــ عز الذين عبد العزيز وياسر أبو النيل:
بعيدا عن مشروع القرن الذي أذهل العالم في ملحمة بناء السد العالي ، كانت هناك مشروعات موازية لهذا المشروع العملاق ، لعل أبرزها مصنع كيما للأسمدة ومصنع تكسير الحديد بمدينة أسوان بالإضافة إلي مصنع السكر والمنتجات التكميلية بمدينة إدفو.
ويعتبر مصنع كيما للأسمدة من أكبر المشروعات القومية التي حظيت بها أسوان في فترة الستينيات من القرن الماضي، ولا نبالغ إذا ماقلنا إنه المشروع العملاق الوحيد الذي قهر تحديات حكومة «عاطف عبيد»؟ التي كانت تتجه نحو بيعه وخصخصته، إرضاء لرغبة أمريكا التي تحججت وقتها بشروعه في انتاج الماء الثقيل وهو الذي لم يكن، وفي تحد وطني كبير وقف المجتمع الأسواني بكافة فئاته وقفة رجل واحد ضد هذه المحاولات، ليعود مصنع كيما مرة أخري، مصنعا عملاقا يتطور ويتوسع يوما بعد يوم والتاريخ الذي لايستطع أحد أن يغفله يقول إنه ومع بداية انشاء المصنع في عام 1956 واستقطابه للمئات من الأيدي العاملة، كان هناك مثل شائع في أسوان يقول كيما عملت «للعويل قيمة » أي (العيال) التي تعمل قيمة ..واستمرت كيما في تبعيتها للقطاع العام حتي عام 1991، وهو العام الذي شهد انضمامها إلي الشركة القابضة للمنتجات الكيماوية ضمن 19 شركة أخري ، وذلك ضمن قانون شركات القطاع العام رقم 203 لسنة 1991، ومن هذا العام بدأ المصنع العملاق في التراجع إلي الخلف ، وبدأت المؤامرة علي بيعه إلا ان المجتمع الاسواني فرض كلمته.
المنيا:
طلعت حرب ينعى خيوطه واحلامه
كتب ـ عماد منصور
كانت المنيا عروس الصعيد تضم عددا كبيرا من الشركات والقلاع الصناعية الكبري بعضها تأسس منذ ايام طلعت باشا حرب في الثلاثينيات والاخر بعد ثورة 23يوليو 1952 وكان يعمل بها الاف العمال وتوفر العملة الصعبة لمصر.
اهم هذه القلاع الصناعية بالمنيا شركة النيل لحليج الاقطان تأسست عام 1936وكانت تضم3000 عامل بمصانعها السبعة ومحالجها الثلاثة وكانت تسهم بنحو 10% من انتاج مصر من حلج الاقطان وصناعات المسلي وزيوت الطعام واعلاف الماشية وتمت خصخصتها عام 1997 وتحويلها الي شركة مساهمة بيعت اسهمها بالبورصة وتمت تقييمها في البداية بمبلغ 229مليونا فقط واعيد تقييمها من جديد بمبلغ 538 مليون جنيه وتم تسريح العمال ونقل البعض تعسفيا الي مصانع زفتي والباقي لمعاش مبكر وانخفض العمال من 3000 إلي 300 فقط وتم تفكيك الالات والمعدات وتخريدها وعرض ارض الشركة للبيع وهي تزيد على 7 مليارات جنيه وفي سبتمبر 2013صدر حكم تاريخي بعودة شركة النيل لحليج الاقطان للدولة ولكن الدولة عاجزة عن تنفيذ الحكم للان.
كفر الدوار:
حكاية ثلاثة زعماء .. و رئيس مخلوع
كتب ـ أحمد جرامون وإمام الشفى:
هى باختصار حكاية لثلاثة زعماء أسسوا وعمروا وتوسعوا فى دائرة تحقيق الحلم كيف ان تكون مصر واحدة من كبرى قلاع صناعة الغزل والنسيج فى العالم ورئيس رابع قادته الصدفة ليكون رئيسا فقضى على هذا الحلم تماما.
وبداية هذه الحكاية كان عام 1938 بكفر الدوار وعلى مساحة 400 فدان تطل على ترعة المحمودية، عندما قرر طلعت باشا حرب بإنشاء شركة مصر للغزل و النسيج بعدد 4 مصانع ، مصنع 1 و 2 نسيج، ومصنع 1 و2 غزل، ولم ينس حرب ان يخصص جزءا من هذه المساحة لإنشاء مساكن وفيلات لتنطلق هذه القلعه وتتطوروتغزو منتجاتها فعلا بلدان العالم حتى جاء عبد الناصر ليؤكد الحلم ويزيد عددها الى 6 مصانع باضافته مصنعين، وجاء السادات الذى اضاف مصنعين آخرين لتبلغ قلعة كفر الدوار ذروتهاعام 1980 بعدد 8 مصانع ، كان عدد العمال عندما بدأ العمل والانتاج بهذه القلعة اكثر من 32 ألف عامل يعملون ثلاث ورديات تواصل العمل بالشركة على مدار اليوم حتى أخذت منتجاتها شهرة وسمعة وجابت منتجاتها اوروبا وامريكا واليابان وجميع أرجاء دول العالم حاملة شهرتها بانها أرقى أنواع الخيوط الرفيعة وعلامة تجارية «صنع فى مصر» قطن مصرى، بل راحت الشركة تتميز بانتاج نوع معين من القمصان عرف بإسم قمصان 644 وهى من أرقى المنتجات و كانت تخصص وقتها للشخصيات الهامة والرؤساء على مستوى العالم، واما اللافت للانتباه اكثر أن الشركة لم تعتمد فى المواد الخام لمنتجاتها إلا على القطن المصرى طويل التيله والذى كان موجودا ومزروعا بكميات هائلة وأصناف مميزة فى جميع اراضى مصر،ليأتى الرئيس المخلوع مبارك ومعه عملية الخصخصة ليبدأ التخطيط لقتل واعلان وفاة هذه القلعة العظيمه حيث بدأت المؤامرة الكبرى عام 1990 باعلان أن الشركة خاسرة وتعجز عن سداد اجور عمالها حتى افلحت و أتت على كل مقدرات الشركة وأصولها لبيعها ماكينات خردة واراض بسعر 6 الى 270جنيها للمتر وبلغ الفساد ذروته على يد وزير الاستثمار محمود محيى الدين عندما تم تقليص العمالة من 32 ألف عامل إلى 8 آلاف عامل عام 2013 واغلاق جميع العنابر وبقدرة هؤلاء المتأمرين تحولت اراضى هذه القلعة الصناعية الى مصانع صغيرة لبعض رجال الأعمال منهم أتراك وصينيون ومصريون تحمل كلمة «.. تكس» والمساحات الاخيرة حولوها إلى عشرات المقاهى و قاعات الأفراح و الاحتفالات و صالات الألعاب وإقامة مساكن.
القليوبية:
من امجاد ياعمال مصر امجاد .. الى أبراج ياسماسرة مصر ابراج
كتب – أبوسريع إمام
كانت تضم شركاتها ومصانعها ألاف العمال و كان عبد الناصر يحتفل معهم بعيد العمال .. أنها المؤسسة العمالية بشبرا الخيمة التى كانت تضم عددا من المصانع والشركات
اسكوا وولوتكس والصباغة والتجهيز ومصانع الدلتا للصلب بمسطرد وسيمو للورق والكابلات التى كانت تبلغ مساحة ارضها 28 الف متر كلها شركات تاسست مابين الفترة اواخر الاربعينات وحتى اواخر الستينات ، وكنا نحن المصريين ننظر اليها بفخر واعتزاز كشركات عملاقة وعالمية بالمنطقة العماليه بشبرا الخيمة ، لقد ، ظلت تعمل هذه الشركات حتى منتصف التسعينات حتى اصابها فيروس الخصخصة لتتحول بعدها الى جثة هامدة عاجزة غير قادرة على الحركة ، عمالها تم تسريحهم وماكيناتها وفى شهور قليلة تم بيعها خردة ، لنستيقظ وبعد فوات الاوان فنجدها وقد تحولت إلى أبراج لاصحاب المصالح ..المفارقة ان الفساد ايضا لم يرحم 400 مصنعاً تابعه للقطاع الخاص هى الان مهددة بالتوقف إن لم يكن توقفت فعلا
قنا:
ارتفاع درجات الحرارة عندما ترفع درجة الانتصار
كتب ـ اسامة الهوارى :
لم يمت الحلم مهما طال بهم الزمن فالعامل يوصي الاخر قبل ان يغادر ماكينته ان هذا الصرح الصناعي كان سببا في نصر اكتوبر، بعدما كان انتاجه يقدم للروس مقابل السلاح ورغم انه مضي علي انشاء مصنع غزل قنا ما يربو على الـ60 عاما الا ان الحلم لم يمت بعد في هذا الصرح المقام علي مساحة 76 فدانا والذي تم انشاؤه في مطلع عام 1960 ولايزال انتاجه يري النور بجهد وعرق العمال واصرارهم علي ان لايتبدد الحلم.
المحاسب سيد حامد مدير عام المصنع اصطحب عدسة الاهرام من عنبر الي عنبر متذكرا كيف كان المصنع به 3500 عامل وانتاجه يتخطي حاجز 3000 طن سنويا في عصره الذهبي تضخها 104 ماكينات غزل قبل ان يصبح قوامه 564 عاملا فقط ويضم 36ماكينة فقط تنتج 900 طن فقط سنويا علي اقصي تقدير بل وكيف انه كان نواة لانشاء 6مصانع اخري في ربوع مصر وداخل العنابر حيث القطن المغزول وقف منصور محمود علي ليقول بصوته المرتفع من وسط الخيوط المغزولة: كل عمال هذا المصنع يعرفون ان عبدالناصر قاصدا «الرئيس« انتصر لهم بعدما حاول البعض ان يؤكد له ان درجة الحرارة تمنع اقامة هذا المصنع الا انه سأل كم فرصة عمل سيوفرها وعندما قيل له اكثر من 3000 قال سننشئه وسينجح.. ويكمل تصديرنا وصل كل العالم حتي تراب الغزل كنا نبيعه ولانزال.
سوهاج:
كلما مررت بجوار مصنع البصل تعرف ان للفساد رائحة
كتب – محمد مطاوع و نيفين مصطفى
مصنع تجفيف البصل أقدم مصانع محافظة سوهاج في الستينات .. فعلي مساحة 17 فدانا وعام 59 بدأ تاريخ انشاء اكبر مصانع تجفيف البصل ليس في الصعيد فقط وانما في مصر كلها والتي اختيرت سوهاج مقرا له لشهرتها في زراعة البصل، وتم افتتاحه وتشغيله في 1960 بطاقة انتاجية 250- 300 طن شهريا.
حيث كان يستخرج زيت البصل من قشر البصل الذي كانت تبلغ قيمة مبيعاته التي تصدر للخارج بحوالي 6 ملايين دولار سنويا من خلال 4خطوط انتاج وكان انتاجه يمثل 75 % من انتاج مصانع شركة النصر لتجفيف الحاصلات الزراعية حتي هل علينا عام المؤامرة عام 90 والذي يستحق هذا اللقب بجدارة، ليغلق أبوابه في اطار مشروع الخصخصة الذي قامت بتنفيذه وزارة عاطف عبيد.
ويؤكد المحاسب حاتم علي ابراهيم امين عام اللجنة النقابية بالمصنع أن المصنع كان يعمل به حوالي 3500 عامل وعاملة عمالة دائمة و موسمية من أبناء سوهاج تم تشريدهم جميعا ولم يتبق سوي 71عاملا فقط لا يحصلون علي مرتباتهم بصفة منتظمة. المصدر / مجلة الوعي العربي
Comments