القائمة الرئيسية

الصفحات

مصر و اثيوبيا .... عقود من تجاذبات ( 1 )

ارتبطت الكنيسة المصرية بالكنيسة الاثيوبية منذ القرن الرابع الميلادى حين قام بابا الاسكندرية أثناسيوس الرسولي بسيامة أول أسقف لإثيوبيا وهو الأنبا سلامة في عام 330م. ومنذ ذلك الحين أصبح رأس الكنيسة الإثيوبية أسقفا مصريا يرسله بابا الإسكندرية لذا تعتبر كنيسة الإسكندرية الكنيسة الأم لكنيسة إثيوبيا وجزء من كرازة مارمرقس الرسول، و هكذا صارت العلاقات الدينية  تربط الكنيسة الإثيوبية بالمصرية، وكانت من علامات الوفاق، تبعية الكنيسة الإثيوبية لعقيدة واحدة ورئيس واحد هو المطران المصري، وخضوع كافة رجال الدين الإثيوبيين له وظيفيا وعقائديا،وفى سنة 1935 عقب احتلال إيطاليا لإثيوبيا حاولت الحكومة الإيطالية فصل الكنيستين، من خلال العزف على الشعور القومى الإثيوبى، والدعوة إلى «الكنيسة الإثيوبية المستقلة»، فبدأت مطالبات الإثيوبيين بإدخال تعديلات على العلاقة بين الكنيستين .

و يبدو من استقراء التاريخ ان المناوشات قد وصلت الى ذروتها بين الكنيسة التابعة في الحبشة و الكنيسة الام في القاهرة و معنا وثيقتين هنا في غاية الحدة و التوجس من الجانب المصري حول نوايا الاثيوبيين و تتخوف من الحركة الاستقلالية هناك ... فدعونا نرصد ملاحظاتنا حول الوثيقة الاولى ( من محفوظات مكتبة الاسكندرية ) .

1 - توضح المذكرة صراحة ان الظروف و المناسبات هى التى دفعت الى اصدار هذا الكتيب" وفقا للظروف الحاضرة " اى ان الدافع هو ان الظروف الحاضرة تختلف عما كان سابقا ... اى ان تغير او تطور او تدهور قد حل علي ما قد كان .

2 - تستحضر اليد التى كتبت المذكرة عاملين روحيين ... تاريخ الاباء القديسيين التى كانت تفاجئ العالم بمفاجئات العزيمة " الجبارة المقدسة " و تربط ذلك بما تستلزمه من لزوم الحزم و العزم .... فالكاتب يلوح بالماضي و بما كانوا يملكون من حزم و عزم و ربما كان في هذه الجملتين من محاولة بث هيبة فات زمنها او محاولة زرع روح في اجساد تخشي من ضياع ما لها من هيبة في النفوس 

3 - و لا يخفى الكاتب ما في نفسه من دعوة الي سياسة و رأى كنسي واحد " هل كانت الاراء متباينة حول ما يجب فعله تجاه الكنيسة المتمردة ؟ "ثم يكرر استدعاء مشهد الحزم فيقول بوجوب السياسة الحازمة التى يتحتم اتباعها نحو الكنيسة الحبشية .

4 - توضح المذكرة و تنسب المشكلة الى السياسة الاستعمارية الايطالية التى سارت علي نهج فرق تسد بين الكنيستين و تشرع في بيان كيف ان المطران القبطى الموجود في اديس ابابا رفض الانسياق الى السياسة الاستعمارية التى حاولت تحريضه علي الاستقلال عن الكنيسة المصرية ثم يشيروا الى ان الاحتلال الايطالى فشل في ترويض المطران المصري لكنه نجح بعد ذلك مع رجال الكنيسة الاحباش الذين قبلوا ان يتم رسامة بطرك من بينهم دون العودة الى الكنيسة المصرية و بالطبع فما حدث لم يكن ليلق قبولا من القاهرة التى رفضت ما حدث و لم تعترف به 
5 - من الواضح ان الكنيسة الاثيوبية انتهزت فرصة عودة المطران المصرى اثناء الاحتلال الايطالى لتكرس بذرة الانفصال بتأسيس مجمع مقدس اثيوبي و معها كل امور الكنيسة المالية و الادارية و الاحوال الشخصية مما يذكره البيان بأنه امر لا تقبله كرامة الكنيسة القبطية .

6 - ترصد المذكرة  ان الاحوال هناك سارت الى اضطهاد الموالين الي الكنيسة القبطية مع بث ؤوح عدائية ضد الكنيسة المصرية و اظهار التبعية لها علي انها انتقاص من الوطنية و الاستقلالية الاثيوبية .

7 - توضح المذكرة الحملة الصحفية التى قام بها كبار الانفصاليين لاقناع الشعب ان الانفصال عن الكنيسة القبطية هو امر ادارى لا يمس العقيدة او الدين كما توضح مقدار الضغط علي رجال الحكومة بأظهار الارتباط بانه انتقاص من استقلال البلاد 









و الان نترككم مع الوثيقة الثانية حول رغبة الكنيسة الاثيوبية في الانفصال 







 

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments