القائمة الرئيسية

الصفحات

الاستيطان اليهودي في فلسطين ... الحكاية من البداية

تعود بدايات فكرة الاستيطان في فلسطين بعد حركة الإصلاح الديني على يد مارتن لوثر ، حيث بدأ أصحاب المذهب البروتستانتي الجديد بترويج فكرة أن اليهود ليسوا جزءاً من الكتلة الحضارية الغربية ، و إنما هم شعب الله المختار، وطنهم هو فلسطين، و يجب ألعودة إليه. و في عام 1799 م، وكان  نابليون بونابرت أول شخصية مؤثرة  يقترح إنشاء دولة يهودية في فلسطين أثناء حملته على مصر وسوريا.

تصاعدت  حملة المطالبات بالاستيطان في فلسطين في القرن التاسع عشر، متناغمة مع الأطماع الاستعمارية الأوروبية في تقسيم ممتلكات رجل اوربا المريض (الدولة العثمانية)  تولى أمر هذه المطالب عدد من زعماء اليهود وغيرهم و منهم اللورد شاتسبوري، الذي دعا إلى حل المسالة الشرقيـة عن طريق استعمـار اليهـود لفلسطيـن،و كذلك اللورد بالمرستون  1856- 1784م، الذي شغل عدة مناصب منها، وزير خارجية بريطانيا، و رئيس الوزراء ، و هو اول من عين قنصل بريطاني في القدس عام 1838م، وتكليفه بمنح الحماية الرسمية لليهود في فلسطين، كما طلب من السفير البريطاني في القسطنطينية بالتدخل لدى السلطان العثماني للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين.

وبعد ظهور الحركة الصهيونية  في اواخر القرن التاسع عشر، سعت الحركة إلى السيطرة على اكبر مساحة من فلسطين ، وكان من أبرز نشطائها لورنس أوليفانت  عضو البرلمان البريطانى ، و الذى تبنى فكرة ضرورة تخليص اليهود من الحضارة الغربية بتوطينهم في فلسطين، و اظهارهم للعثمانيين كمنقذ لهم من ازماتهم المالية  مستغلا قدرات اليهود التجارية و نشاط بيوت المال اليهودية ؛ و كتب هذا في كتابه  (أرض جلعاد)، اقترح فيه إنشاء مستوطنة يهودية شرقي الأردن ، و اوضح انها ستكون تحت السيادة العثمانية من ناحية و تحت الحماية البريطانية من ناحية اخرى . وبالإضافة إلى أوليفانت، حاول اخرين من زعماء اليهود القيام بمشاريع لتوطين اليهود في فلسطين، و من بين هؤلاء مونتفيوري ، الذي حاول استئجارعدة قرى في الجليل لمدة 50 عاماً مقابل جزء من الإنتاج، إلا أن هذه المحاولة فشلت نتيجة رفض الحاكم المصري لبلاد الشام آنذاك لكنه  نجح في الحصول على موافقة السلطان العثماني بشراء عدد من قطع الأراضي بالقرب من القدس ويافا، وأسكن فيها مجموعة من العائلات اليهودية، إلا أن هذه الخطوة أخفقت أيضاً تحت تحفظ السلطات العثمانية لمشاريع الاستيطان في فلسطين.

اما عن النشاط الامريكي في مجال الهجرة الصهيونية فقد تصاعد علي يد المبشرين البروتستانت في النصف الأول من القرن التاسع عشر حيث قام أحد قادة البروتستانت بالهجرة إلي فلسطين وأنشأ هناك مستوطنة زراعية يهودية؛ لتدريب المهاجرين اليهود على الزراعة. كما قامت السيدة كلواندا مانيور (زوجة أحد كبار التجار وهي من البروتستانت) بإرسال مجموعة من رجال الدين المسيحي للهجرة إلي فلسطين عام 1850م، و تملكت مساحات كبيرة من الأراضي، و كانت نواة لإقامة عدد من المستوطنات الصهيونية .

 كما ساعد البروتستانت اليهود في دخول فلسطين، وقام الإتحاد الإسرائيلي العالمي  باستئجار 2600 دونم لمدة 99 عاماً، أقيمت عليها مدرسة زراعية بدعم من روتشيلد لتدريب اليهود المهاجرين على الزراعة.

الا ان عام 1870 شهد نقلة كبيرة للفكرة لتصبح نشاط واقعى على الارض، حيث تم تأسـيس مسـتوطنة (مكفا إسرائيل) وتعنى أمل إسرائيل في القدس، التي أنشأت مدرسه تهدف إلى تزويد المستوطنين اليهود بالخبرة الزراعية مع تقـديم التسهيلات لهم، هذا ويعتبرها المؤرخون اليهود أول مستوطنه زراعية يهودية في فلسطين.

في عام 1878م، قامت الحركة الصهيونية بشراء مساحة ضخمة من أراضى قرية ملبس، وتم تسجيلها باسم النمساوي سلومون ، الا ان المؤرخ اليهودي والترلاكور يعتبر عام 1881م بداية التاريخ الرسمي للاستيطان اليهودي في فلسطين بوصول 3000 يهودي من أوروبا الشرقية، قاموا بأنشاء عدد من المستوطنات في الفترة 1882-1884م. استمرت عملية الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بعدة طرق منها الشراء أو الاستئجار . و من الهيئات التى نظمت هذا الموضوع  (منظمة بيكا) التي أسسها روتشيلد، والوكالة اليهودية التى كانت نتيجة انعقاد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول عام 1897م،  وصندوق التأسيس اليهودي والشركة الإنجليزية الفلسطينية. 

 و في عام 1878م، عندما تمكنت مجموعة من يهود القدس من تأسيس مستوطنة بتاح تكفا و التى تعتبر اكبر مستوطنة في وقتها. وفي عام 1882م توالى انشاء عدد من اكبر المستوطنات مثل (ريشون ليتسيون وزخرون يعقوب وروش يبنا)، ثم مستوطنتي (يسود همعليه وعفرون)عام 1883م، ومستوطنة (جديرا)عام 1884م، وفي عام 1890م، أقيمت مستوطنات (رحوبوت ومشمار هيارون)، وبعد انعقاد المؤتمر الصهيوني العالمي الثاني عام 1898م، أقر قانون المنظمة الصهيونية العالمية المنظم لعملية الاستيطان، بعد أن وصل عدد المستوطنات إلى اكثر من عشرين مستوطنة .

عملت المؤتمرات الصهيونية بدءاً من المؤتمر الأول على تنفيذ برامجهاالتى تدعو  إلى العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والصناعيين اليهود مع تغذية المشاعر الصهيونية ، واتخاذ الخطوات الضرورية للوصول الى غاية الصهيونية و هي الوطن اليهودى القومى ، و لذلك سعت الحركة الصهيونية  إلى امتلاك أكبر مساحة من الأراضي  باعتبار ذلك إحدى اسس اقامة الدوله اليهودية ، و ساعد نظام ملكية الأراضي،المعمول به في فلسطين الصهاينة على تحقيق مخططاتهم في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية  و تهويدها.

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments