غريغوري راسبوتين
ولد في قرية بوكروفسكوي في سيبريا، قبل أن يصبح مقرباً من العائلة الملكية و الطبقة الارستقراطية في سانت بطرسبرغ.
من الشخصيات الاكثر شهرة في التاريخ. كان أمياً، و رغم ذلك حظى بهيبة و شهرة بين الفقراء ، انتقل إلى مدينة سانت بطرسبرغ و كسب محبة العائلة المالكة بعد مساعدته في شفاء ألكسي ابن القيصر نيقولا الثاني من مرضه الشديد ، فاقتنع القيصر وزوجته ألكسندرا بقدراته الروحية ، واستغل راسبوتين ما جرى لتكريس نفوذه في القصر .و كان هذا احد اسباب المشهورة لقيام الثورة الروسية عام 1917.
و على الرغم من أنه لم يشغل أي منصب في الكنيسة الروسية الا انه كان له سطوة علي الكنيسة و خلال الفترة من 1903 الى 1905 استطاع راسبوتين جذب و استمالة بعض قادة الكنيسة و صفوة المجتمع .و سنحت له الفرصة للقاء القيصر نيقولا الثاني في نوفمبر 1905.
ادعى راسبوتين في طفولته تواصله بالقوى الإلهية وقدرته علي اشفاء البشر و الحيوانات ،لكن شهرة اسمه راسبوتين (أي الفاجر بالروسية) فترجع الى كثرة علاقاته الجنسية .
اشتهر راسبوتين بالتناقض بين اظهار الورع و تصرفاته المشبوهة كولعه بالشراب و السرقة ما يتناقض مع تدينه الظاهر للناس بل انه اضطر للهرب من قريته بسبب اتهامه بسرقة حصان فلجا الى احد الأديرة و سلك الرهبانية
واخذ راسبوتين في السفر في كل روسيا ، مظهرا مظهر بالغ التقشف حتى انه كان لا يغتسل أو يبدل ملابسة لفترات طويلة امتدت هذه الرحلات إلى اليونان
بحلول عام 1903م وصل إلى سان بطرسبرغ كلامٌ عن قوى صوفية قادمة من سيبريا ذات عيون وحشية مضيئة ونظرة مجنونة، وبدا أن راسبوتين كان قد حدد موعداً لدخوله المجتمع الراقي في الوقت المناسب، وقد ساهم في ذلك أن الطبقة الأرستقراطية كانت مولعة بمسائل السحر والتنجيم وكانت عمليات تحضير الأرواح أمراً مألوفاً.
وفي عام 1905م قابل راسبوتين عالم لاهوت كان يعمل أحد اعضاء لأكاديمية دينية وكاهن اعتراف للامبراطورة، ألكسندرا فيودوروفونا، وقدم للبلاط من خلال تزكية مسئولي الكنيسة العليا وراهبتين سوداويتي الشعر كانتا تعرفان باسم الغرابان، كانتا فعالتان بإمداد البلاط بالصوفيين، وكان للأسرة الملكية الروسية في الماضي تقليد استقبال الرجال المقدسين من أجل مناشدة تدخلهم بعدة طرق، خاصة تلك التي تؤمن مولد ذكر يرث عرش روسيا.
راسبوتين في جلسة مع بعض سيدات المجتمع الروسي |
كان راسبوتين قد أصبح مستشاراً مقرّباً من العائلة المالكة ؛ وبعد هزيمة الجيش الروسي أمام الجيش الألماني تولى القيصر قيادة الجيش بنفسه ؛ وتوجّه إلى الخطوط الأمامية تاركا تدبير امر الدولة بيد الامبراطورة.
استطاع راسبوتين فرض تفسه على البلاط دون ان يجرؤ أحد على الوقوف امامه . وأصبح نفوذه علي القرارات الداخلية والخارجية واضحاً. ورغم كل الاعتراضات والنفور الشديد من أعضاء أسرة رومانوف الحاكمة على راسبوتين وأفعاله الشخصية تجاههم وعدم تعامله معهم بما يليق إلا أنهم كانوا يعلمون تأثيره الواسع على القيصر والامبراطورة وحاجتهم الشديدة إليه لعلاج ولي العهد.
Comments