تعد الكنيسة المعلقة من اهم معالم مصر الآثارية و تظى بأهمية خاصة بأعتبارها من ناحية اثر ربط المسيحية بالاثار الرومانية و من ناحية اخرى لاهيمتها و مكانتها بين المسيحيين كما انها من اهم مزارًات مصر السياحية و هي من أقدم الكنائس المصرية التي لا تزال باقية حتى الان و تذهب بعض الورايات إلى أن الكنيسة المعلقة بنيت على أنقاض مكان احتمت به العائلة المقدسة السيدة العذراء والمسيح الطفل و القديس يوسف النجار,أثناء الثلاث سنوات التي قضوها في مصر إستنادا إلى الكتاب المقدس اثناء هروب العائلة المقدسة الى مصر من هيرود حاكم فلسطين الذي كان قد أمر بقتل الاطفال
بداية و لمعرفة سبب تسميتها فقد سميت بالمعلقة لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني بابليون الذي بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي يرتفعان عن مستوى الطريق ب 13 متر تقريبا
تم تشييد الكنيسة على أعلى بوابة الحصن الروماني ويرجع بناؤها إلى أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادى واستغرق بناؤها 16 عامًا . وتضم 13 عمودًا عملاقًا يمثلون المسيح والرسل الاثنى عشر. تحمل أخشاب العمارة الموجودة بالمتحف القبطي المجاور للكنيسة المعلقة الأدلة التاريخية التي تؤكد على وجود آثار لبناء الكنيسة يعود إلى أواخر القرن الرابع وأول القرن الخامس الميلادي, وتمثل دخول السيد المسيح إلى أورشليم وهي الكنيسة الوحيدة التي تخلو من القباب حيث أن سقفها خشبي على شكل سفينة نوح،
تقع الكنيسة في حي مصر القديمة بالقرب من جامع عمرو بن العاص , و معبد بن عزرا اليهودي وكنيسة الشهيد مرقوريوس المعروف بأبو سفين, كما تقع بجوار المتحف القبطي
هذه الكنيسة كانت أول مقر بابوي في القاهرة وكانت مكان الاحتفالات الدينية المسيحية الكبرى كما شهدت هذه الكنيسة الكثير من رسامة البطاركة و تشتهر الكنيسة بأيقوناتها الاثرية الموزعة على جدرانها و التي تبلغ اكثر من 100 أيقونة و قد تعرضت للدمار عدة مرات وخاصة في القرن التاسع بسبب نزاع حصل بين حاكم مصر وبطريرك القبط.
لعل أهمية هذه الكنيسة ترجع إلى أنها كانت أول مقر بابوي في القاهرة حيث استخدمها البطريرك السادس عشر "خرستودلس" فى القرن السابع بصفة غير رسمية بعد ان انتقل من الكنيسة المرقسية بالإسكندرية إلى القاهرة واتخد منها مقرًا له كما جدد كنيسة القديس مرقريوس وجعلها كاتدرائية كبرى ومركزًا لكراسية واستمر ذلك حتي القرن الثالث عشر بعدها انتقل المقر البابوي إلى كنيسة الروم بحارة الروم ثم كنيسة العذراء بحارة زويلة و انتهاء بالمقر الحالى بالبطريركية المرقسية بالعباسية, وقد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي والثاني عشر كما كانت تقام بها المحاكمات للكهنة والاساقفة
و قد تم تجديد الكنيسة عدة مرات خلال العصر الإسلامي ربما كانت اول تجديد فى خلافة هاورن الرشيد حينما طلب البطريرك الانبا مرقس من الوالي الإذن بتجديد الكنيسة وثاني مرة كانت فى عهد العزيز بالله الذي سمح للبطريرك افرام السريانى بتجديد كافة كنائس مصر وإصلاح ما تهدم
تحتوي الكنيسة على صحن مقسم إلى أربعة أجنحة يفصل بعضها عن بعض ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية، ويغطي هذا الصحن أقبية نصف مستديرة من الخشب، وتشتمل الكنيسة على معمودية من حجر الجرانيت عليها نقوش، وأنبل رخامي يرتكز على عشرة أعمدة عليه نقوش مزينة بالفسيفساء ترجع إلى القرن الحادي عشر الميلادي، كذلك تضم ناحية الشرق خمسة هياكل مغطاة بقباب خشبية.
فهناك جناحين صغيرين و بينهما ثمانية أعمدة على كل جانب و ما بين الصحن و الجناح الشمالي صف من ثلاثة أعمدة عليها عقود كبيرة ذات شكل مدبب والأعمدة التي تفصل بين الأجنحة هى من الرخام فيا عدا واحدا من البازلت الأسود.
وفى الجهة الشرقية من الكنيسة توجد ثلاثة هياكل وهى "الأوسط يحمل اسم القديسة العذراء مريم والايمن باسم القديس المعمدان و الأيسر باسم القديس ماري جرحس".
يحتوى الجناح الايمن من الكنيسة , على أجزاء معلقة من صحف مصرية قديمة ترصد مشاهد من تاريخ الكنيسة, و منها ما يتعلق بظهور السيدة العذراء مريم في كنيسة الزيتون فى اعقاب حرب 1967
تقع واجهة الكنيسة بالناحية الغربية على شارع ماري جرجس وهي من طابقين وتوجد امامها نافورة و قد بنيت بالطابع البازيليي المكون من أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على 3 أجزاء وهي مستطيلة الشكل و صغيرة نسيبًا فأبعادها 23.5 متر طولًا و 185 متر عرضًا و 95 متر ارتفاعًا,تحتوي على العديد من الهياكل و توجد الأحجبة الخشبية وأهمها الحجاب الأوسط المصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف, و يرجع إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر ونُقش عليه بأشكال هندسية وصلبان تعلوه أيقونات تصور المسيح على العرش وعن يمينه مريم العذراء والملاك ميخائيل والقديس بولس , و أعلى المذبح بداخل الهيكل توجد مظلة خشبية مرتكزة على أربعة أعمدة ومن خلفه منصة جلوس رجال الكهنوت.
و قد شهدت الكنيسة المعلقة عام 1998 اعمال ترميم شاملة المشروع شمل ترميم الكنيسة معماريًا وإنشائيًا حيث تمت معالجة الآثار الناتجة عن زيادة منسوب المياه الجوفية أسفلها مما تطلب خفض منسوب المياه تحت الأرض,كما تضمن الترميم الرسوم الجدارية والايقونات
اقرأ ايضا : في عصر اي فرعون عاش نبي الله يوسف في مصر ؟
Comments