القائمة الرئيسية

الصفحات

تعالوا نشوف موقف المرشحين الرئيسيين في الانتخابات الفرنسية من خلال قراءة لمقال في الاهرام
الانتخابات الرئاسية الفرنسية
رسالة باريس‏-‏حازم فودة‏:‏
ساركوزى يتلقى تهنئة مؤيديه على الكتاب
عشرات الكتب صدرت منذ بداية الحملة الانتخابية في فرنسا‏,‏ أكثر من مائة كتاب من المرشحين وعن المرشحين وأيضا من الوزراء‏,‏ لكننا اخترنا أن نتعرض هنا لكتابين للمرشحين الأوفر حظا حتي الآن‏,‏ ونقول حتي الآن‏,‏ لأن كل شيء لايزال رهنا بتصويت الناخبين علي الطبيعة في النهاية‏,‏ فالعبرة ليست باستطلاعات الرأي‏,‏ وإنما بصناديق الاقتراع‏,‏ خاصة أن الاستطلاعات أو الدراسات تشير إلي أن هناك ما بين‏40%‏ و‏50%‏ من الناخبين لم يستقروا علي مرشحهم المفضل بعد‏,‏ ويتركون هذا للحظات الأخيرة‏.‏معا‏..‏ نيكولا ساركوزي‏**‏ الكتاب الأول لمرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية‏,‏ مرشح اليمين نيكولا ساركوزي‏,‏ ويحمل عنوان‏Ensemble‏ أو معا‏,‏ بمعني أننا معا يصبح كل شيء ممكنا‏,‏ الذي صدر أخيرا واختار له ساركوزي ـ وفق ما يقول ـ فرصة إجازة عيد الفصح‏,‏ ويقول ساركوزي‏:‏ إنه يأمل أن يتمكن الفرنسيون من التعرف علي القيم التي يؤمن بها‏,‏ ومفهومه للسياسة ولممارسة السلطة‏,‏ وطموحه من أجل فرنسا‏,‏ ورأيه عن حالتها‏,‏ والمكان الذي يريد أن يقودها إليه‏,‏ والمكانة التي يجب أن تكون لها في العالم‏,‏ والطريقة التي يعتزم أن يقود بها فرنسا لو تم انتخابه رئيسا للجمهورية‏.‏الكتاب الذي يعبر عن عميق قلبه‏,‏ وعن عميق اقتناعه كما يقول ساركوزي‏,‏ يبدأ بحقيقته‏,‏ حيث يمكن اتباع سياسة أخري‏,‏ واقتناعه بأن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تتغير‏,‏ والظلم الذي يمكن إصلاحه‏,‏ فهو يرفض البطالة الجماعية‏,‏ والهجرة غير المنظمة‏,‏ والاندماج المفقود لعشرات الألوف من الشبان‏,‏ والنهوض الاجتماعي المعطل‏,‏ أو النموذج الاجتماعي المفلس‏,‏ والجامعات الفرنسية الهزيلة في الترتيب الدولي‏.‏وساركوزي يري أن العالم مهدد بالنزوح الجماعي للسكان الهاربين من البؤس‏,‏ وبصدام الحضارات الذي يتغذي علي الإرهاب‏,‏ والتعصب‏,‏ واللاتسامح‏,‏ ومهدد بالإغراق النقدي والاجتماعي والبيئي الذي يولد في البلدان المتقدمة إجحافا وظلما لا يمكن تحمله علي خلفية حرب اقتصادية وتجارية‏.‏ولم ينس ساركوزي زيارته لإسرائيل بعد أن تولي رئاسة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية‏,‏ وزيارته ليادفاشيم‏,‏ النصب التذكاري لضحايا المحرقة وغرف الغاز التي شعر فيها بعمق بالبعد المأساوي للتاريخ وللسياسة‏,‏ التي تحمل ذكري أبشع ما يمكن للإنسان أن يعمله‏,‏ كما يقول ساركوزي‏,‏ ويؤكد أنه في السياسة لن يصنع الحرب‏,‏ ولن يسعي للنصر‏,‏ وإنما سيسعي للإقناع‏.‏وفي الفصل الخاص بـ معجزة فرنسا يري ساركوزي أن الأزمة التي تمر بها فرنسا هي في المقام الأول أزمة ثقة بالنفس‏,‏ أزمة هوية‏,‏ تمس جميع الطبقات الاجتماعية وتغذيها العولمة‏,‏ والهجرة السرية‏,‏ والبطالة‏,‏ وانخفاض القوة الشرائية‏.‏ إنها أزمة اقتصادية‏..‏ اجتماعية‏..‏ سياسية‏,‏ لكن أولا وقبل كل شيء أزمة إدراك‏..‏ أزمة قيم‏..‏ معالم‏..‏ وثقافة‏.‏ويؤكد ساركوزي ضرورة تحقيق تكافؤ الفرص‏,‏ مع إدراك أن فرنسا اليوم قد أضحت متعددة الثقافات‏..‏ متعددة الأعراق‏..‏ متعددة العقائد أمام الهجرة‏,‏ فهو يرفض إغلاق الباب‏.‏وعن رأيه في الهجرة يوضح أنه لا يؤمن بفكرة الهجرة صفر‏,‏ لأن الهجرة تمثل فرصة لفرنسا‏,‏ لكن شريطة أن يتم التحكم فيها‏,‏ لأن القبول باستقبال كل البؤس الموجود في العالم سيعني الهبوط بمستوي المجتمع كله إلي أسفل‏,‏ والتسبب في شقاء المهاجرين الذين لم يمكن إدماجهم في المجتمع‏.‏فرنسا يجب أن تكون كريمة‏..‏ متسامحة‏..‏ منفتحة‏..‏ مضيافة‏..‏ لكن شريطة أن نحترمها‏..‏ عليها أن تحترم هوية الوافدين‏..‏ لكن عليهم أيضا أن يحترموا هوية البلد الذي سيصبح بلدهم‏!‏ويأمل ساركوزي أن يتمكن المهاجر الذي هو في وضع سليم وقانوني من استقدام أسرته‏,‏ لكن شريطة أن تتعلم الفرنسية قبل المجيء إلي فرنسا‏,‏ وشريطة أن يؤمن الدخل المناسب والمسكن الملائم‏.‏ويؤمن ساركوزي بالتنوع اللغوي الذي هو شرط للتنوع الثقافي‏,‏ لكنه يضع الفرانكفونية علي مستوي الأولويات الدبلوماسية لفرنسا‏.‏كما يؤكد ساركوزي ضرورة تنظيم فرنسا للحوار بين الدولة والديانات الكبري‏,‏ وأن تعمل علي توفير أماكن العبادة المناسبة لسائر الأديان‏,‏ واحترام معتقدات الجميع‏,‏ لكن مع عدم التخلي عن حرية التعبير‏,‏ والعولمة‏,‏ وعدم القبول بالحجاب في المدرسة‏,‏ وعدم التقليل من شأن الفتيات وحريتهن في الزواج‏,‏ أو عدم القبول بالزواج الإجباري‏,‏ ولا بتعدد الزوجات‏,‏ ولا بالختان‏.‏وفي فصل خاص عن أخلاقيات الرأسمالية يتحدث ساركوزي أن الرأسمالية لا يمكن أن يكتب لها البقاء دون أخلاقيات‏,‏ ودون قيم روحانية‏,‏ وبعد إنساني‏.‏ويري ساركوزي في تحدي العولمة أملا كبيرا للإنسانية وخطرا رهيبا في آن واحد‏,‏ فهناك العولمة السعيدة التي يسهم من خلالها تقدم البعض في تحقيق تقدم الجميع‏,‏ وهناك العولمة البائسة‏:‏ عولمة التنافس غير الشريف‏..‏ عولمة الإغراق‏,‏ والعولمة التي يسعي فيها كل فرد إلي انتزاع نمو الآخرين‏,‏ أو نهب موارد الأجيال المقبلة‏.‏وإفريقيا بالنسبة لساركوزي لكي تنمو وتتطور ليست بحاجة لأن تنتج كي تطعم أوروبا‏,‏ بل هي بحاجة إلي الاكتفاء الذاتي والاستقلالية في الغذاء‏,‏ وهي بحاجة إلي التعليم‏,‏ والصحة‏,‏ والإدارة‏,‏ والقانون‏,‏ والأمن‏.‏ إفريقيا بحاجة لأن تنتج كي تستهلك‏,‏ لا أن تموت جوعا لكي تصدر‏.‏ويؤكد ساركوزي أن النظام الاقتصادي العالمي الجديد يستوجب تقسيما دوليا جديدا للعمل‏,‏ وأن هناك شرطا أساسيا وهو أن جزءا من مكاسب أولئك الذين يربحون تتم إعادة توزيعه علي أولئك الذين يخسرون حتي لا تتسع الهوة والفوارق بشكل فائق ومتزايد‏,‏ ويري ساركوزي أن هناك رفضا متزايدا ـ في الطبقات الشعبية في الدول الغنية‏,‏ أوروبا وأمريكا ـ للعولمة‏,‏ وكذلك فإن الطبقات الوسطي تشعر بحقيقة أن الرابحين يتناقص عددهم‏,‏ بنيما يتزايد عدد الخاسرين‏.‏ويعرب ساركوزي عن أمله في تعزيز دور الأمم المتحدة‏,‏ وزيادة إمكاناتها‏,‏ خاصة في عمليات حفظ السلام‏,‏ وكذلك في توسيع مجموعة الثماني الكبار‏,‏ لكي تضم الصين والهند والبرازيل‏,‏ وفي تكوين منظمة عالمية للبيئة‏(‏ فكرة شيراك المفضلة‏).‏ويعود المرشح الرئاسي مرة أخري لسابق تصريحاته ومواقفه في الولايات المتحدة في سبتمبر‏2006,‏ ويقول‏:‏ إنه في عالم محفوف بالمخاطر‏,‏ وينتشر فيه التسلح النووي‏,‏ لا يمكن لأحد أن يسعد بأن تغوص أمريكا في العراق‏,‏ أو أن يراها تضعف لدرجة أنها لا تكون قادرة علي القيام بدورها كاملا لمصلحة التوازن العالمي‏.‏ إن المراهنة علي ضعف أمريكا هي بمثابة سياسة قصيرة النظر‏,‏ تتعارض مع مصلحة فرنسا وأوروبا‏,‏ ومع مصلحة السلام‏.‏لقد وجهوا إلي اللوم لأني أوليت اهتماما للصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة‏,‏ فهل يجب أن أعادي الولايات المتحدة لأننا نختلف مع سياستها؟ هل يتعين تذكير أولئك بما أعلنه الجنرال ديجول عام‏1960‏ أمام الكونجرس‏,‏ حيث قال ديجول‏:‏ لقد اختارت فرنسا أن تكون إلي جانب الشعوب الحرة‏..‏ اختارت أن تكون معكم‏..‏ إن الذي يجعل فرنسا تقف إلي جانبكم هو قبل كل شيء ضميرها الألفي‏,‏ وتقاليدها التي تجعلها بطلة الحرية‏,‏ ومثلها العليا التي تحمل اسم حقوق الإنسان‏,‏ واقتناعها بأن نظام العالم يتطلب ديمقراطية في المجال الوطني‏,‏ وحق الشعوب في أن تكون سيدة موقفها علي الصعيد الدولي‏.‏أيها الأمريكيون‏..‏ اعرفوا أنه لا يوجد شيء له أهميته بالنسبة لفرنسا سوي الحكمة‏,‏ والثورة‏,‏ وصداقة الشعب الأمريكي العظيم‏,‏ ولقد جئت أقول لكم ذلك‏.‏ويؤكد ساركوزي أنه في مواجهة التهديدات التي يتعرض لها السلام في العالم‏,‏ فإن فرنسا يجب ألا تدخر جهدها من أجل الدفاع‏,‏ وفي مواجهة العولمة‏,‏ وأمركة العالم‏,‏ وبزوغ الصين‏,‏ وإعادة تنظيم الاقتصاديات العالمية‏,‏ فإننا أكثر من أي وقت آخر لكي تعيش فرنسا وتبقي يتعين علينا بناء أوروبا‏.‏أوروبا بالنسبة لساركوزي هي مشروع سلام وحضارة‏,‏ ويجب أن تكون إرادة‏,‏ الشعوب تريدها قوية‏..‏ متحركة‏..‏ تدافع عن مصالحها وعن قيمها في اقتصاد العولمة‏..‏ ديمقراطية تحترم الهويات القومية‏..‏ وسيادة الشعوب‏..‏ وتريد عملة موحدة في خدمة أوروبا‏..‏ وتنافسيتها‏..‏ ونموها الاقتصادي‏,‏ والعمالة‏.‏ أوروبا ذات شخصية‏..‏ وذات هوية‏..‏ وذات حدود‏.‏التوسع أضعف الإرادة المشتركة‏,‏ وعرقل الاندماج السياسي‏,‏ ودخول تركيا سيقتل فكرة الاندماج الأوروبي‏,‏ وينخفض بها إلي مجرد التبادل الحر‏,‏ حق المنافسة‏,‏ ويقضي نهائيا علي هدف‏..‏ أوروبا القوة‏..‏ أوروبا السياسات المشتركة‏..‏ أوروبا الديمقراطية‏..‏ ويعطي ضربة قاضية لفكرة الهوية الأوروبية‏.‏ويري ساركوزي أن العلاقة المتوسطية هي إحدي أولويات السياسة الفرنسية‏,‏ فالمتوسط يمكن أن يكون مسرحا لحرب اقتصادية وتجارية لا طائل وراءها‏,‏ أو مسرحا لتعاون علي أكبر قدر من الكفاءة والفعالية‏,‏ وفيه ـ إذا لم نأخذ حذرنا ـ يكمن مركز صدام الحضارات‏,‏ وفيه أيضا تكمن في الوقت نفسه قيم التراث المشترك لكل الحضارات‏,‏ التي يمكن أن تخسر معركة العولمة إذا لم نأخذ حذرنا‏,‏ فيه يمكن أن نكسب كل شيء‏,‏ أو نخسر كل شيء‏,‏ يمكن أن يكون السلام‏,‏ أو أن تكون الحرب‏,‏ أفضل جانبا من الحضارة العالمية‏,‏ أو التعصب والظلامية والعنصرية‏..‏ الرخاء‏,‏ أو الشقاء والبؤس‏.‏إن المصير المشترك لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لا يمكن خفضه إلي مجرد حوار أوروبي ـ متوسطي‏,‏ كما تم تصوره في برشلونة قبل أحد عشر عاما‏,‏ الذي يمثل فشلا‏.‏إنه يتعين علي فرنسا الأوروبية والمتوسطية في الوقت نفسه أن تأخذ زمام المبادرة مع البرتغال واسبانيا وإيطاليا واليونان وقبرص من أجل اتحاد متوسطي‏,‏ كما سبق وبادرت بالاتحاد الأوروبي‏.‏ويري ساركوزي أنه في هذا الأفق يجب تصور علاقات أوروبا وعلاقات تركيا‏,‏ وإعادة التفكير فيما يسمي سياسة فرنسا العربية‏,‏ وتناول مشكلة السلام في الشرق الأوسط‏,‏ والبحث عن مخرج للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني‏.‏وفي هذا الأفق يجب تصور وإدراك الهجرة المنتقاة‏,‏ والتنمية المشتركة‏,‏ والسيطرة علي التبادل الحر‏,‏ والنضال من أجل التنوع الثقافي‏.‏ويدعو ساركوزي إلي إقامة محفل متوسطي‏,‏ علي غرار محفل الدول الصناعية الكبري الثماني‏,‏ من خلال تنظيم لقاءات دورية لرؤساء دول وحكومات دول المتوسط‏,‏ ومجلس للمتوسط علي غرار المجلس الأوروبي‏,‏ ونظام أمن جماعي‏,‏ واستثمارات في البنية التحتية‏,‏ وإدارة للمياه‏,‏ وسياسة مشتركة للبحر‏,‏ وأخري للطاقة‏,‏ وللهجرة‏,‏ وللتراث‏,‏ وللسياحة‏,‏ وللبحث‏.‏وتمثل الطاقة وتطهير البحر المتوسط أولوية ملحة بالنسبة للسياسات المشتركة‏,‏ تليها أولوية إنشاء بنك متوسطي للاستثمار‏,‏ علي غرار بنك الاستثمار الأوروبي‏.‏الآن‏..‏ سيجولين روايال‏
روايال خلال حفل توقيع كتابها
**‏ أما كتاب المرشحة سيجولين روايال الذي يحمل عنوان الآن‏..‏ والذي ترد فيه علي أسئلة الصحفية ماري فرانسواز كولومباني‏,‏ ومن خلال ذلك تعطي رأيها بشكل سريع‏,‏ وأحيانا غير متعمق للعديد من القضايا السياسية والاجتماعية‏,‏ وأيضا الاقتصادية في موقفها من الطرق الممكنة لفرض سلام علي الإسرائيليين والفلسطينيين‏.‏تقول سيجولين روايال‏:‏ إنه يجب أولا وقبل كل شيء أن نعيد بصبر خيوط الحوار التي لا يستفيد من غيابها إلا سياسات الأسوأ‏,‏ ولقد زرت المنطقة واستمعت ورأيت معاناة السكان‏,‏ والفقر المدقع للأسر الفلسطينية‏,‏ والقلق الشديد للأسر الإسرائيلية‏,‏ ومدي كراهيتهم ورفضهم للتعصب والتطرف بكل أنواعه‏.‏ وللتقدم نحو السلام اللازم ليس فقط للطرفين المعنيين مباشرة‏,‏ وإنما أيضا لاستقرار المنطقة‏,‏ وأمن العالم‏,‏ أؤمن بعدد من المبادئ‏,‏ أولها حق الشعب الفلسطيني الثابت في دولة ذات سيادة قابلة للبقاء‏,‏ وحق الشعب الإسرائيلي في أمن دائم داخل حدود مؤكدة ومعترف بها من جانب جيرانها‏.‏وثانيها أن العنف لن يسوي أي شيء‏,‏ ولن يؤدي إلا إلي زيادة المهانة‏,‏ والتوترات‏,‏ والتصعيد‏.‏وثالثها أن فرنسا وأوروبا يجب أن يشتركا في البحث عن تسوية شاملة من خلال إطلاق مبادرة لعقد مؤتمر دولي للسلام والأمن في الشرق الأوسط‏.‏أوروبا يمكنها‏,‏ بل ويجب أن تكون القاطرة‏,‏ ولو انتخبت فسأعمل من أجل أن تحتل مكانها كاملا‏,‏ في حل هذا الصراع الذي هو من أقدم الصراعات‏,‏ وأكثرها ألما‏,‏ وتعقيدا‏,‏ وخطر علي العالم‏,‏ والبلاد المعنية مرتبطة بنا جغرافيا وتاريخيا‏,‏ ونشاطرها الأمل في أن نجعل من المتوسط منطقة سلام وتنمية‏..‏ اقتصادية واجتماعية وثقافية‏,‏ وآمل أن تتحدث أوروبا بصوت أكثر توحدا وقوة‏,‏ ولابد من تناول طموح ومصمم وواقعي للقضية‏.‏وحول علاقة فرنسا بأمريكا‏,‏ وبنظرة قوية واضحة متباينة مع نظرة ساركوزي‏,‏ تري سيجولين روايال أنها علاقة صداقة دون مذلة‏..‏ تحالف دون تبعية‏..‏ خاصة علي أفق عالم متعدد الأقطاب‏..‏ صوت فرنسا فيه ووزن أوروبا باتوا ضروريين للغاية لبناء نظام دولي عادل‏.‏وفي عالم تهدده مخاطر الانتشار النووي‏,‏ والإرهاب‏,‏ والاضطرابات الجديدة‏,‏ يجب علي فرنسا أن تتكلم مع أصدقائها بكل صراحة‏,‏ والانتشار غير المدروس للقوات عبر عمليات انفرادية أحادية الجانب لن يخفض التهديدات‏,‏ فالرد يجب أن يكون سياسيا لتجفيف تربة الضغينة والإذلال التي تغذي التطرف والتعصب‏,‏ ويجب علي فرنسا أيضا أن تقول إن العالم لم يصبح أكثر أمنا بعد التدخل الأمريكي في العراق‏,‏ فالحرب الأهلية تثير الغضب الشديد‏,‏ والتعصب يجد فيها دعما جديدا‏,‏ لقد عرفت فرنسا كيف تقول الصواب‏.‏ومعالجة الأزمات من خلال الأمم المتحدة‏,‏ التي يجب أن تكون هي القاعدة‏,‏ تعوج وتنحرف‏,‏ لحقيقة أن هناك قوة واحدة‏..‏ الولايات المتحدة‏..‏ هي القادرة علي التدخل عسكريا في أي مكان في العالم‏,‏ حتي دون موافقة مجلس الأمن‏,‏ وفرنسا وأوروبا متمسكتان بتعددية الأطراف‏,‏ وتعتزمان كقوتين عسكريتين دون طموحات إمبريالية أن تسهما في أمن جماعي يقوم علي احترام القانون الدولي‏,‏ غير أن الحكومة الأمريكية كثيرا ما لا تولي اهتماما لقرارات مجلس الأمن‏,‏ كما هو الحال مع بروتوكول كيوتو حول البيئة‏.‏ إن العدالة للشعوب وأمن العالم لا يمكن فصلهما عن بعضهما‏.‏إن الانفرادية طريق مسدود‏,‏ ومن هنا فإن أوروبا يجب ألا تكون مقصورة علي منطقة للتبادل الحر‏,‏ تستند إلي حلف الأطلسي‏,‏ لهذا فإن إطلاق أوروبا الدفاع يمثل أمرا واجبا‏.‏ أوروبا يجب أن تبزغ كفاعل استراتيجي مستقل‏.‏سيجولين روايال تؤكد أن الإسلام عقيدة جديرة بكل احترام‏,‏ وهو كغيره من الديانات السماوية التوحيدية متماش مع الجمهورية والديمقراطية‏,‏ وهي تشعر بالصدمة لأن البعض يخلط بين الإسلام والأسلمة‏,‏ والأسلمة والإرهاب‏,‏ والتقوي ومراعاة الفروض‏,‏ لا يمكن خلطهما بالتطرف والإرهاب‏.‏وفي قضية الرسوم الكاريكاتيرية تري سيجولين روايال أن الحرية لا تستبعد المسئولية‏,‏ خاصة تجاه الآخرين وحساسيتهم‏,‏ والمؤمنون من حقهم احترام عقيدتهم‏,‏ ويجب تجنب الغطرسة والاستفزاز المتعمد‏.‏ يجب احترام الآخر ومعتقداته‏,‏ ويجب أن نكون مسئولين ونتجنب حرب الحضارات القذرة التي يريد البعض شنها‏,‏ غير أن حرية التعبير هي مبدأ أساسي دستوري في ديمقراطيتنا‏,‏ ويجب ألا نلعب به أو أن نتهاون فيه‏.‏وفي موضع الهجرة تدعو سيجولين روايال إلي وضع نظام جيد للهجرة المشروعة‏,‏ وإعطاء الحق في الذهاب والعودة من خلال تأشيرة طويلة المدة تستجيب لطلبات فرنسا الاقتصادية بدلا من التأشيرة التي أنشأها ساركوزي‏,‏ التي تمنع العودة مرة أخري خلال ثلاث سنوات للعمال الموسميين‏,‏ تأشيرة سيجولين روايال ستخص المهاجرين الأكثر تأهيلا‏,‏ والأقل تأهيلا‏,‏ بدلا من سلب العقول والمواهب بشكل نهائي في فكرة الهجرة المنتقاة‏,‏ كما يمكن أيضا في أفق التنمية المشتركة تصور أن الأجانب حاملي الشهادات العليا‏,‏ خاصة أولئك الذين يتم تأهيلهم في فرنسا‏,‏ كالأطباء‏,‏ والعلماء‏,‏ يتشاطرون وقتهم وعملهم بين فرنسا وبلدانهم الأصلية‏,‏ بمكافآت تمنح من ميزانية التعاون الفرنسية‏.‏وفي مقابل هذه التسهيلات في الانتقال‏,‏ وإعطاء اهتمام حقيقي لاحتياجات البلدان المصدرة للمهاجرين‏,‏ وإعادة تنظيم راديكالية لمساعدات التنمية في اتجاه تحقيق العدالة والفعالية‏,‏ ستكون فرنسا في وضع أفضل للتفاوض مع هذه البلدان حول الالتزام بمنع الهجرة غير الشرعية‏,‏ والتعاون النشيط في إعادة ترحيل رعاياها الذين في أوضاع غير منتظمة‏.‏وفي قضية الانتشار النووي‏,‏ والملف الإيراني تشير سيجولين روايال إلي أن مجلس الأمن قد قرر عدم السماح لإيران بالسيطرة علي الدورة الكاملة لإنتاج اليورانيوم المخصب‏,‏ بما في ذلك ما للأغراض السلمية‏,‏ مادام المسئولون في هذا البلد يتمسكون بموقفهم‏,‏ وهذه هي وجهة النظر التي تدافع عنها المرشحة الاشتراكية للرئاسة‏,‏ ولكن ليس من منطق مواجهة‏,‏ وإنما تفاوض علي الأساس الذي وضعه المجتمع الدولي لمصلحة الأمن العالمي‏.‏ إن التمسك بالموقف تجاه إيران مع استثمار كل الطرق الدبلوماسية‏,‏ هو أيضا بمثابة توجيه رسالة حازمة إلي الدول التي يمكن أن يغريها أن تسير علي خطاها‏.‏والواقع أننا سعينا في عرضنا هذا إلي استخلاص بعض مواقف المرشحين الأوفر حظا حتي الآن لرئاسة فرنسا من قضايا خارجية‏,‏ وداخلية‏,‏ ذات صلة بالمنطقة‏.‏
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments