مصر الكبيرة و سفه الصغار حينما يتعرض مواطن مصري لاعتداء خارج بلاده فشئ أما أن يكون العدوان شئ معتاد و أن يعتقد البعض إن المصريين بلا ثمن أو بلا دية شئ خاطئ تماما فالمصريين يعرفون قيمتهم جيدا و يعرفون قيمة بلدهم فمثلا و منذ نهاية عهد الايوبيين دأبت مصر و منذ حكم شجرة الدر في ارسال قوافل المساعدات السنوية الي بلاد الحجاز و نظرا لأن بلاد الحجاز ارتبطت بشعائر الحج فقد تم تحديد ميعاد القوافل بميعاد الحج و اصبحت القافلتان قافلة واحدة تتقدمها الموكب الرسمي الحكومي الذي يضم مكونان اساسيان الاول هو كسوة الكعبة المشرفة و التي كانت مصر تتشرف بصناعتها هنا و كانت تزف في بداية الموكب و تودع بحضور حاكم مصر أيا كان اسمه او لقبه والي او سلطان او خديو او ملك نظرا لقيمة الهدية و لمكانة المهدي اليه و بجانب الكسوة بمحملها يأتي المكون الثاني للقافلة و هو الميرة و الميرة هي ما ترسله السلطات من طعام و شراب و ملابس للفقراء فالميرة تعني الاعانة او الدعم العيني و هي اشبه بما نراه من اعانات تصرف لضحايا الكوارث الطبيعية من اعانات مع فارق جوهري أن هذه المساعدات لم تكن شئ طارئ بل بندا سنويا من ميزانية مصر ليس لسنة واحدة و لا لعقود بل طيلة قرون بأكملها و ما أروع أن تقرأ تاريخ بلادك بأقلام الاخرين ادخل جوجل و اكتب التكية المصرية و استمتع بقراءة النتائج و هذا موضوع اخر لكن يبقي أن نذكر ان مصر ستظل مصر التي تمير الناس منذ عهد سيدنا يوسف و أخوته و حتي الأن و إذا كنا لم نعد نميرهم بالغذاء فإننا نميرهم بالعقول و السواعد المصرية
Comments