القائمة الرئيسية

الصفحات

روزا باركس 1955 و مروة ألشربيني 2009 معني واحد للإصرار

في لحظات معينة من التاريخ قد يقف شخص عادي امام حركة ألاحداث بقصد او بدون قصد ليعيد توجيه حركة الاحداث قد يكتب شخص فرد في لحظة تاريخ جديد لأمته ما يحضرني من هذا النموذج ثلاثة اسماء هم
روزا باركس
ليش فاونسا
مروة إلشربيني
و سنسقط ألان فاونسا من كلامنا لأسباب ليس هنا مجال لسردها و سنقصر كلامنا علي الاسمان الاخران و كلاهما و للعجب امرأة الاولي امريكية هي روزا باركس و الثانية مصرية هي مروة الشربيني فمن كان يتصور أن يكون يوم 1 ديسمبر عام 1955 ليس فقط مليئا بالاحداث لهذه السيدة ألزنجية وحدها بل اصبح هذا الاسم و هذا ألتاريخ يوما فارقا في حياة و تاريخ امريكا كلها لمجرد ان امرأة امريكية عادية في لحظة ما رفضت القيام من مقعدها في الباص روزا باركس المرأة ألسوداء ذات أل 42 عام و التي كانت محملة بهدايا أعياد ألميلاد يومذاك كانت في غاية الارهاق لدرجة انها حينما صعدت الي الباص و وجدت ان مقاعد الزنوج بمؤخرة الباص مكدسة بالركاب اقدمت علي عمل صغير جدا لكنه لم يكن مألوفا و لا منطقيا أنذاك عمل كان يبدو لأقرانها بطوليا إذ إنها جلست في المقاعد المخصصة للبيض و عندما طلب منها سائق الباص اخلاء مقعدها لأحد ألركاب البيض رفضت و كانت هذه اللحظة الفارقة بين امريكتين امريكا العنصرية التي تحرم ابنائها من حقوقهم لمجرد انهم سود و أمريكا اخري تفخر بكل ابنائها مهما كان لونهم .
و هكذا و بقرار بسيط من امرأة عادية كانت بداية النهاية لقرون من العنصرية فهل كانت روزا باركس تعلم و هي ترفض القيام من مقعدها إنها ستغير تاريخ و شكل بلدها و إلي الابد ؟ هل كانت روزا باركس تعلم و هي ترفض ترك مقعدها أنه سيأتي اليوم الذي يكتب فيه شخص مثلي عنها علي إنها بطلة لمجرد تمسكها بمقعدها في باص عمومي ؟ هل كانت تعلم ان تكون نتيجة البحث عن اسمها اكثر من مليون و سبعمائة الف مرة بالانجليزية و اكثر من 4000 مرة بالعربية هل كانت روزا باركس تعلم إن اسمها سيعيش حتي اكثر من اسم سائق الباص الذي كان يظن ان معه تفويض الهي يختار بمقتضاه من يحظي بمقعد دون غيره و عاش اسم روزا حتي الان و سيعيش مئات السنين القادمة و لمعرفة اثر تمسك روزا باركس بمقعدها في الباص يكفي ان نذكر ان احد الساسة السود قال لو تركت روزا المقعد في هذا اليوم ما اصبح اوباما رئيسا لأمريكا اليوم
هذه كانت السيدة الأولي فمن كانت السيدة الثانية ؟
انها امرأة شابة مصرية في بدايات الثلاثينات أمرأة فخر في حياتها لكل مصر متفوقة علميا و موهوبة رياضيا و نشطة اجتماعيا أي ان الحجاب لم يؤثر عليها سلبا و لم يعترض ممارستها لحياتها كأنسانة متحضرة تساند زوجها في أبحاثه العلمية في مجال في غاية الدقة و ألحداثة لم يثبت عليها يوما انها تحمل متفجرات
و لا اكتشفوا في حقيبتها مخططات لتفجير درسدن و رغم ذلك يأتي شخص عنصري ليهينها و يسبها بل و يحاول نزع غطاء رأسها بلا سبب و لا جريمة من جانبها الا رغبتها في ادماج ابنها الصغير في مجتمعه الجديد كانت هذه السيدة طبقا لتربيتنا الشرقية تستطيع ان تمنطق الامور و تصمت فهي سيدة و في بلدهم لكنها في هذه اللحظة الذهبية من عمرها اصرت علي المطالبة بحقها و لو كان ذلك علي حساب وقتها و صحتها و سلكت الطريق الطبيعي لأي شخص متحضر و متمدن ذهبت الي القضاء و أنتصرت في اول جولة و انتصرت في الاستئناف فما كان من هذا المجرم ألعنصري إلا ان انقض عليها بسكين و بثمانية عشر طعنة ظنا منه إنه بهذا يكتم صوت الحق و لم يكن يعلم إنه بفعلته تلك يكتب لها شهادة ميلاد جديدة بل قل شهادة خلود و السؤال الان هو هل كانت مروة الشربيني لتتراجع عن صدامها إلقانوني مع هذا المجرم لو كانت تعلم انه يضمر لها هذه ألنهاية ؟ غالب الظن إنها لم تكن لتتراجع لإنها لو كانت تخاف منه لخافت منه منذ ألبداية و لخافت منه في الطريق
اما و قد واجهته في الطريق و لجأت الي القضاء فأي خوف هذا ينتابها ؟ لم تكن مروة تعلم ابدا و لم يدر بخلدها ان يوم 1 يوليو 2009 سيكون يوم ميلادها الحقيقي لم تكن تعلم أن اسمها سيكون حديث العالم كله و لم تكن تعلم ان وقوفها في وجه ظالم واحد سيلفت النطر الي كل مشكلات المسلمين في اوربا لم تكن تعلم انها بتلك الوقفة ستجبر المانيا علي الاعتراف بوجود تطرف يميني علي اراضيها لم تكن مروة تعلم أن وقفتها تلك ستسهل أنشاء مركز اسلامي يحمل اسمها بالمدينة التي قتلت فيها لم تكن تعلم انها بوقفتها تلك ستقرب المسافات سواء بين التجمعات و الجاليات المسلمة هناك او بين المسلمين في جميع انحاء العالم
لقد اصبح أول يوليو رمزا للحجاب الذي اصبح بدوره رمزا للشجاعة لقد أصبحت مروة الشربيني روزا باركس اوربا و الحجاب و بينما تخفي المانيا اسم قاتلها و صورته كما تخفي عوراتها صار اسم مروة الشربيني نجم ينير سماء اوربا كلها و بين اول ديسمبر 1955 و أول يوليو 2009 يتجدد معني ان الاصرار علي الحقوق الصغيرة هو بداية الحق في ألحلم بالحقوق الكبيرة
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments