القائمة الرئيسية

الصفحات

قراءات حول حادث استشهاد د . مروة الشربيني

يعلم الله أني منذ ان بدأت هذه المدونة لم يدر بذهني يوما كلمة مسلم و مسيحي لأدراكي ان هذه مقامرة خاسرة علي مستقبل الوطن و يعلم ألله ان همي ألاول و ألاخير هو المصري لمجرد كونه مصري لكن ما رأيته علي النت أمس الجمعة كان قاسيا و مؤلما بقدر ما كان مثيرا للسخرية فبعض المواقع المنسوبة لأقباط المهجر كتبت كلام في غاية الغرابة و هي و إن بدأت بالاستغراب للاهتمام بهذا " الحادث الفردي " الا انها بعد ذلك ذهبت مذاهب شتي في ألشرح و التحليل فمن قائل انه يشك اصلا في وقوع هذه الجريمة و انه ربما كانت هذه السيدة " خبطتها سيارة او انها انتحرت فهل هذا منطق ؟ كان هذا في ذات توقيت ان منع النائب العام الالماني النشر في ألقضية بعد ان نشرت صحف المانية و ليست مصرية تقارير تقول ان القاتل كان لديه تخطيط مسبق لقتل السيدة ألمصرية فهل هناك أفتراء اكثر من ذلك ؟ ثم هناك من كتب اغرب من ذلك فقال إن هذه السيدة رفعت هذه القضية من اجل الشهرة و من اجل تسليط الأضواء عليها مع ان الواقع يقول ان هذه الشهيدة رفعت قضيتها في صمت و ربحتها في صمت دون أن نعلم عنها شيئا ثم تم أستئناف القضية ايضا دون ان نعلم عنها شيئا لا مرة ارسلت شكوي لصحيفة مصرية او المانية و لا مرة ارسلت أعلان مدفوع الثمن لأحد الصحف كما يفعل البعض و لا هي تكسبت من قضيتها باللجوء الي جمعيات حقوق الأنسان و لا هي فعلت كما يفعل البعض بالوقوف امام ابواب السفارات و اصطناع المظاهرات ، مروة الشربيني لم تفعل اي شئ من ذلك و لم تضخم ألامور بل سلكت طريق الناس المتحضرين رفعت قضية امام القضاء ألمختص و كسبتها بمنتهي الهدوء اما من جعل منها مشهورة فهو الاعتداء عليها و ليست قضيتها فهل هناك افتراء علي الحقائق اكثر من ذلك ؟ و من اغرب ما قيل عن هذه القضية إن البعض يستغرب اساسا من لجوء مروة للقضاء امام هذا ألبلطجي و كأن المطلوب من المسلمين ان يسيروا مطأطئي الرءوس في شوارع اوربا مع اننا لم نرتكب ما يجعلنا في هذا الوضع بل علي العكس لقد كانت هذه القضية نموذج يبين من هو اكثر افادة للمجتمع الزوجان المسلمان حيث قدم الزوج للعمل بالهندسة الوراثية ام هذا الشخص غير المسلم الذي يعيش عالة علي المجتمع اظن ان اي منصف ذو بصيرة سيعرف أن الزوجان ألمسلمان كان من حقهما أن يعيشا مرفوعا الرأس لأن ما يقدمانه لمجتمعهما الجديد يستحقا من اجله ان يتمتع ابنهما بلعب ارجوحة موجودة بحديقة عامة و كان من أغرب ما قرأت ايضا قول البعض إن الشهيدة كانت هي السبب فيما حدث لها لأصرارها علي لبس الحجاب حتي في اوربا حيث كان عليها حسب ظنهم ان تتطبع بأخلاق و عادات الغرب ما دامت تقيم بالغرب و هذه قمة المغالطات من جهتين الاولي هي أننا لم نسمع بأن الاجانب يتم الزامهم بأرتداء ملابسنا او التقيد بعاداتنا و هم في مصر فلماذا إذا هذا الالزام و ألتقليد الاجباري و نحن في مجتمعاتهم ثم كيف يدعوا الحرية إذا كان هذا هو منطقهم الاجبار الحكومي و الفوبيا الشعبوية .
هذا بعض ما قرأت اعلق عليه من حيث المضمون اما اسلوب و طريقة و شكل تناول هذه المواقع للجريمة فلا يستحق التعليق او الالتفات و يكفي كعينة من هذا الهجوم قولهم ان اهتمام مصر الزائد بالقضية نفاق للأخوان و اهتمام ألمانيا بها نفاقا للمسلمين الموجودين علي اراضيها لكنهم لم يقولوا لنا هل زيارة و تعزية وفد كنيسة الاسكندرية لأسرة الراحلة كان ايضا نفاقا للمسلمين ؟ خاصة ان هذا الوفد القبطي قال كلام في غاية الروعة مثل ان مروة الشربيني هي بنت كل مصري او ان حق مروة لن يضيع فهل هذا الكلام الصادر من وفد كنسي كان ايضا من قبيل النفاق ام ماذا ؟
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments

الموضوع جميل ويحتوي رؤية شبه شاملة ولكن دعني أجيب عن الاستقصاء ومن المسئول
أولا القاتل مسئول مسئولية كبيرة جدا لتعمده وإصراره على النيل من الضحية بكل الطرق والوسائل حتى وصل للقتل
أما الحكومة الألمانية فربما خطؤها جنائي ولا نستطيع تحميلها فكر متعصب متأصل في الألمان منذ قديم الزمن وأيام النازية ما زالت باقية في الكثيرين ضد كل الأغراب وليس المسلمين فقط
أما الشعب الألماني
فنحن لا نستطيع ان نلبس شعبا بكامله تهمة ليس معتاد على فعلها كل يوم، فألمانيا من القليل أن تسمع فيها عن كراهية المسلمين بالنسبة لدول أخرى أو لنقول هي في المعدل المعقول بالنسبة للظروف الإعلامية التي تجعل كل ملتحي وكل محجبة قنابل موقوته

أما نحن كمصر الرسمية والشعبية
فنحن نتحمل ذنوبا خطيرة في المسألة فنحن نعامل أولادنا في الداخل والخارج بصورة أكثر إهانة مما يعاملنا بها الغرب
ويعامل الإسلام والمحجبات في بعض الدول العربية بشكل أكثر فظاعة من ألمانيا أو فرنسا مثلا
وفي النهاية نحن ليس لنا دية تطالب وتصر عليها حكوماتنا مهما حدث لنا في أي دولة

لك تحياتي
والسلام عليكم