القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا يكرهونا ؟ هل هم يكرهونا ؟ من هم هؤلاء الذين يكرهونا ؟

يعد ألسؤال التالي قديما جدا و مع ذلك فهو مطروح ابدا سواء بين عامة الناس في ألمقاهي او بين صفوة المثقفين في اكبر مراكز الابحاث
هل هم في الغرب يكرهوننا ؟ و بقدر ما سمعنا السؤال كثيرا كثيرا بقدر ما كنا نحن نجيب بأنفسنا عنه دون ان ننتظر ردهم و لأننا شرقيين فقد كانت اجوبتنا كريمة مثل لا إنهم لا يكرهوننا او إن هذه مجرد أشاعات لكننا ابدا لم نطالع فكرهم و كتاباتهم لنعرف هل هم يكرهوننا أم إننا نتوهم ذلك و الواقع إننا كنا نري وقائع معينة ثم نصطنع العما عنها و أمثلة ذلك كثيرة جدا و منها ازمة الرسوم ألمسيئة للرسول و إلتي جري تدشينها بأسم حرية الرأي في حين كانت اوربا تحبس اي باحث علمي يكتب او يفند خرافة الهولوكوست و بينما عرف عن أوربا تفتحها في مجال الازياء نجد إنها متوترة جدا فيما يتعلق بالشكل المسلم في ألملابس لدرجة أن تسن قوانين تحدد أو تمنع أغطية الرأس أفلا يدل ذلك علي شئ ؟
‏ و الغريب ان العالم الاسلامي المتخلف لم يصدر عنه مثل هذه القوانين بحق غير المسلمين المتعرضة لملابس غير المسلمين في ألدول العربية و إلا لكنا قد اتهمنا بالرجعية و التخلف و اهدار حقوق الانسان و من العلامات أيضا ان يقال لا لبناء المساجد حتي لا يتم تشويه النسق العمراني للمدن الاوربية و تخيلوا لو قيلت هذه الحجة لأقباط مصر تخيلوا معي مدي سخافة الفكر الاوربي ألراقي و في اليونان استغرق الامر عدة سنوات من ألمفاوضات بين ممثلي المسلمين و بين الكنيسة اليونانية التي كانت ترفض فكرة بناء مسجد في اثينا و ليس بعيدا عنا الحملة التي بدا فيها نوع من التنسيق الخفي في بداية هذا ألصيف ففي فرنسا قلعة ألحرية خرج علينا ساركوزي بحملة بلا مقدمات و لا مبررات ضد النقاب واصفا اياه بأنه علامة لأستعباد المرأة فعلي اي اساس بني حكمه لا تعرف و لماذا لم يتحدث عن النساء القادمات من اوربا الشرقية ليتم استعبادهم في اسواق ألدعارة بباريس لا تعرف ثم جاءت محاكم المانيا المحلية لتصدر حكما مستفزا لأقصي درجة و هو أجبار الفتيات ألمسلمات علي تلقي دروس في السباحة حتي ألان لا توجد مشكلة كبري اما الكارثة في أن تتم هذه ألسباحة في حمامات مختلطة هل هناك اذلال و حرب نفسية ضد المسلمين اكثر من هذا ؟ و مؤخرا عبرت
هذه الموجة ألاطلسي لتصل الي
أمريكا حيث وجدنا بعض اليمينين في ولاية اوريجون يحاولون تمرير تشريع يمنع ألمعلمات من ارتداء ألحجاب بحجة إن هذا نوعا من التبشير فهل سمعتم حججا من عقلاء أو من مجانين مثل تلك الحجج ؟ فهل بقي بعد ذلك مجال للسؤال هل هم في الغرب يكرهوننا ؟ نعم هناك مشاعر سلبية لكن دعونا ننظر في صيغة السؤال من جديد فنحن نقول هل هم
و لم نحدد من هم المقصود بلفظة هم هل المقصود الشعوب الغربية كلها ام ان المقصود هي ألحكومات و أي حكومات فهناك حكومات يمينية و حكومات وسط
و حكومات مسيحية ام ان المقصود ان هناك تيارات و اتجاهات سياسية و اعلامية هي التي لديها هذه المشاعر ؟ الواقع إننا لا نستطيع القول بأن تلك السلبية عامل جماعي بين المواطنين لإننا ندرك إن كل مسلم في الغرب له اصدقائه و محيطه المحلي كما إننا لا نستطيع القول بأن إلحكومات الغربية لديها تلك المشاعر ألسلبية فكثير من الحكومات ترحب بألاف اللاجئين المسلمين كما تنفق المليارات كمساعدات للمسلمين إذا اين تكمن المشكلة هل تكمن في تحالفات محددة تحالفات افراد و جماعات سواء من منطلقات يمينية او وطنية او مسيحية إن افراد مثل ماري لوبان في فرنسا او جيرهارد خيرت في هولندة او رابطة الشمال في ايطاليا يجتمعون علي مواقف سلبية ضد ألاجانب عموما و ضد المسلمين بالضرورة قد يقال إن هذه الأسماء محلية التأثير و لكن هذا لا ينفي إن اقل قطرات السم قادرة علي الفتك بأصح ألاجساد فالتصريحات الصادرة و المواقف من هؤلاء لابد من ان تترك اثارها في تيارات الشباب حليقي الرؤوس و جماعات العنصرية الجديدة خاصة إذا أمتزجت بأعتبارات أقتصادية و حديث عن البطالة فالحديث عن هم حديث عن تيارات كارهة للأسلام تستغل عوامل اقتصادية و زيادة نسب بطالة لتسويق افكار سلبية ضد المسلمين كان هذا تصحيح للجزء الاول من السؤال هل هم فدعونا الان ننتقل الي الشق ألثاني للسؤال يكرهوننا فهل هذه التيارات المتعصبة تكرهنا ؟ لا ينكر عاقل أن هناك مشاعر سلبية تجاهنا و تصرفات و قرارات بحق المسلمين لا تعني دمج ألمسلمين بقدر ما تعني مزيد من التهميش و العزل و بذر عناصر المشاكل بين المسلمين و بين مجتمعهم لدرجة الشعور بأنه في بعض الحالات يتم محاولة استفزاز المسلمين لجرهم الي المشاكل كما حدث في ازمة الرسوم او حينما قرر البعض " تكريم " سلمان رشدي او الإصرار علي وضع إلفتاة ألمسلمة في موضع اختيار بين عقيدتها و بين مستقبلها اما الحجاب أو المدرسة فهل يمكن ألحديث عن عدم وجود مشاعر سلبية تجاهنا ؟ لكن هل الوصف الصحيح لهذه المشاعر هي الكراهية ؟ يبدو ان ألموضوع فيه التباس في ألتوصيف فأنا اعتقد إن هذه المشاعر في حقيقتها تنبع من الخوف من الاسلام و ليس كراهية الاسلام فالخوف يسيطر علي ألعقلية الغربية من انتشار الاسلام في اوربا فما يسيطر علي عقلية ما يمكن تسميته بالتيار الابيض المسيحي ألمحافظ هو الخوف مما يسموه محاولات اسلمة اوربا و سنورد امثلة علي ذلك من مصادر اوربية مستقلة حتي لا يتسرب الشك الي ألنفوس
أ ) صرح البابا بنديكت السادس عشر بأنه سيكون من الخطأ قبول تركيا في الاتحاد ألاوربي لأن الأتحاد يجب ان يظل نادي مسيحي
ب ) سكرتير البابا يحذر من اسلمة اوربا حيث ورد في صحيفة ألشرق إلاوسط بعدد 28 يوليو 2007 و علي لسان جورج غانسفاين سكرتير ألبابا تحذير من محاولات اسلمة اوربا و قال ان زيادة اعداد المسلمين امر يجب الا نستهين به
ب ) صرح موقع أذاعة صوت هولندة في 17 يناير 2008 بأنه تم عقد تجمع لعدد من الاحزاب السياسية المنتمية لليمين المتطرف في اوربا للمطالبة بمنع بناء ألمساجد في المدن ألاوربية و بدء حملة جديدة لمكافحة انتشار الاسلام المتطرف في اوربا حيث تم اصدار ميثاق مكافحة اسلمة مدن أوربا الغربية و يقول فيليب دي فينتر زعيم حزب المصلحة الفلامية البلجيكي المتطرف " لدينا اكثر من 6000 مسجد في اوربا و هي رمز للتطرف " و هذا الرجل سبق أن اصدر كتاب اسمه " إن شاء الله اوربا مسلمة " حذر فيه من اسلمة اوربا و زيادة المسلمين في القارة العجوز كما خوف فيه غير المسلمين من الاسلام الذي ينتشر بالسيف و يضطهد المرأة و يقتل المرتد اي إنه إستخدم كل القاموس التقليدي للهجوم علي الاسلام و لم يأت بجديد يخوف به الناس

و نكمل في رسالة تالية
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments