القائمة الرئيسية

الصفحات










كنا قد تحدثنا عن مخاوف اليمين و الكنيسة من اسلمة اوربا نتيجة عاملين أساسين هما العامل الديموغرافي و قد تحدثنا عنه و عامل روحي او داخلي و هو محل كتابتنا الان فألمتابع للكتابات الغربية يجد اجماع علي خواء الكنائس و إن الكثير منها تم بيعها او عرضها للأيجار‎ ‎بل أن الكثيرين يذكروا بأسي كيف أن احدي الكنائس الاثرية اصبحت مكان للحفلات الماجنة التي اقامتها مادونا
كما لوحظ الانخفاض الحاد في اعداد المتقدمين للدراسات اللاهوتية و لسلك الرهبنة و اجمع الباحثين ان هناك حالة فراغ روحي لدي شباب و متوسطي العمر اوربا ناجمة عن خيبة أمل تجاه الكنيسة التي تواجه كل يوم أخبار فضائح خلقية و مالية و استغلال جنسي عبر العديد من دول ألعالم
ثم ان الاحساس العام بأن المسيحية غير قادرة علي مواجهة متطلبات عصر جديد قائم علي أنتهاز ألفرص و عبادة المال
إن الشباب الاوربي يشعر بأن المسيحية لم تقدم له ما تساعده نفسيا و روحيا في مواجهة ازمات الحياة أليومية من بطالة و ظروف اقتصادية غير مواتية و حياة قائمة علي الفردية ألمطلقة
و كان من غريب ألاخبار دائما الاستغراب من ارتفاع نسب ألانتحار في دول شمال اوربا رغم الرفاهية المفترضة في هذه الدول و كان ان توصل علماء النفس و الأجتماع الي ان المال و مستوي المعيشة لم يحققا السعادة لهذه الشعوب بينما لم يكن الدين حاضرا في حياتهم أو إنه كان أضعف من ان ينتشلهم من براثن الاستسلام للإنهزام امام ضغوط ألحياة النفسية إن هذه ألشعوب المفترض إنها لا ينقصها شئ ماديا و رغم ذلك تقدم علي الانتحار و ليس لذلك معني إنها مريضة روحيا و أن المسيحية او الكنيسة لم تقدم لها شيئا كل هذا دفع الناس الي التخلي عن عقيدتهم و البحث عن الصواب خارج الكنيسة فوجدنا من يعيش ما يسمي بحياة الهيبيز او المشردين و رأينا من يعتنق البوذية و من يختار اديان و عقائد غريبة و شاذة مثل عبادة الشيطان و رأينا كذلك من يختار الدخول في الاسلام و لإننا لسنا في مجال تسويق او ذكر محاسن الاسلام فلن نشرح لماذا اختاروا الاسلام و لكن يجب ملاحظة ان من يختار الاسلام شريحة ليست بالهينة فكريا و مهنيا فهي شريحة تضم مهنيين و اكادميين و سفراء و اساتذة جامعة ما يعني ان هناك خلفية ثقافية و نقدية لدي من اختار الاسلام ليست بالهينة‎ ‎‏ و يكفي ان نذكر من بين من أسلموا روجيه جارودي و موريس بوكاي و مراد هوفمان و اسلام يوسف و كل هؤلاء لن يسلموا إلا و لن يتركوا المسيحية إلا اذا كانت المسيحية في مرحلة افلاس و هزيمة و تراجع أمام عصر جديد سماته علمانية حادة و مادية قاسية و علم بلا اخلاق و لا ضمير في حين ان الاسلام قدم نظرية اقتصادية كاملة قائمة علي ألرحمة و التكافل بين المجتمع و الفرد و لو لم يكن مسلما كذلك منع ألاحتكار و الاكتناز و غير ذلك من مبادئ توازن بين سعادة الفرد و أستقرار ألمجتمع كما قدم الاسلام لمحات علمية جعلت علماء الغرب يدركون انه حتي العلم يجب ان يتسم بالخلق و الضمير في وقت يشرع فيه الغرب ما يسمي زورا بالقتل ألرحيم و يبحثوا فيه امكانية الاستنساخ البشري دون وازع من ضمير
إن القنوات الفضائية الدينية الكثيرة هنا و إن كنا نعتبرها اتجار رخيص بالدين فإن القنوات الاوربية ألمسيحية و المليئة بأخبار المعجزات ليست إلا محاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه و اعطاء جرعة تنفس اصطناعي لجسد قارب علي الوفاة
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments