الذي زين غلافه صورة لمجموعة من الشباب المصري والعربي.ليعبر عن العنوان الذي اختارته التايم لهذا العدد جيل يغير العالم في إشارة إلي شباب تونس ومصر. حيث كتب فريد زكريا افتتاحية العدد تحت عنوان لماذا لاتوجد عودة إلي الخلف في الشرق الأوسط مشيرا إلي أن ثورة تونس وثورة مصر التي قادها جيل الشباب حفزت وألهمت شعوب الشرق الأوسط مشبها مايحدث الآن في الشرق الأوسط بما حدث في أوروبا منذ162 عاما عندما اندلعت الانتفاضات والثورات الشعبية من صقلية وفرنسا لتنتشر في بلدان أخري والتي سميت بثورات عام1848 والتي أطلق عليها المؤرخون وقتها اسم ربيع الشعوب.
وقد أعزي زكريا اندلاع الثورات في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط بشكل متزامن إلي سببين رئيسيين هما جيل الشباب والتكنولوجيا وعجز الحكومات والنظم السياسية عن الوفاء بتطلعات هذا الجيل الذي يختلف في طريقة تفكيره ونظرته للمستقبل الأمر الذي دفع زكريا للتفاؤل حول مستقبل الشرق الأوسط لأن هذه المرة الوضع مختلف.
وفي مقاله الغضب والراب والثورة: داخل زلزال الشباب العربي قدم بوبي جوش رؤيته للعناصر التي كانت وقود الشباب لإحداث التغيير في بلادهم بداية من أغاني الراب السياسية التي أبدعوا فيها في كل من تونس ومصر ونجاحهم في تحويل غضبهم واحتجاجاتهم من مجرد كلمات وخطط متبادلة علي مواقع التواصل الاجتماعي إلي تفعيلها و وضعها في حيز التنفيذ وتحويلها إلي ثورة غيرت ملامح المنطقة علي الرغم من عدم وجود قادة محددين في سابقة لم يشهدها العالم من قبل, حيث امتد تأثير ثورات تونس ومصر إلي الدول المحيطة قبل حتي أن يثور أهلها ففي اليمن مثلا وعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعدم ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة.
وأشاد جوش بهذا الجيل المتميز الذي نجح في خداع الكثيرين من النخبة السياسية في المنطقة في العالم الذين تصوروا أنه مجرد جيل عربي محبط عاجز سياسيا عن اتخاذ المبادرة في إحداث أي تغيير بسبب سياسات القمع والترهيب التي كان يعاني منها من حكامه إلا أنه بلاشك فاجأ الكثيرين بما استطاع إنجازه بالطرق السلمية المتحضرة.
واستعرض زكريا في لمحة سريعة التطور السياسي والاقتصادي بمصر في العقود الأخيرة في ظل حكم مبارك لافتا إلي أن تصاعد الاحتجاجات في مصر لم يكن لأسباب اقتصادية بحتة بل أرجعه إلي ظاهرة ثورة التطلعات المتزايدة حيث تواجه النظم الديكتاتورية صعوبة في التعامل مع التغيير لأن هياكل السلطة التي أقامتها لا يمكنها الإستجابة لأية مطالب ديناميكية أو جديدة لشعوبها وهذا ماحدث في كل من تونس ومصر.
ولم يخف مخاوفه من بروز نظام سياسي علي أساس ديني في مصر علي الرغم من اقتناعه بأن المخاوف من الثيوقراطية المصرية مبالغ فيها و أن نموذج إيران هو نموذج فردي لا يصلح أن ينسحب علي دول أخري خاصة المجتمعات العربية السنية مثل مصر التي تعكس نموذجا وسطيا للإسلام.
بينما اشاد مارك تومسون في مقاله قوي وصامت بالدور الذي لعبه الجيش المصري في الثورة المصرية والحفاظ علي أرواح المتظاهرين والتزامه بالحياد و ضبط النفس أثناء المواجهات العنيفة التي دارت بين بلطجية أنصار الرئيس السابق مبارك والمعتصمين في ميدان التحرير.
وكتب بوبي جوش مقالا بعنوان الثوار الشباب في مصر أشاد فيه بالشباب المصري وبتنظيمهم و إبداعهم في الاحتجاج ووصفهم بأنهم بثورتهم السلمية وتحضرهم وما أنجزوه قد قلبوا السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط رأسا علي عقب مما جعلهم موضع إشادة من زعماء العالم خاصة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
Comments