القائمة الرئيسية

الصفحات

افيقوا قبل ان يلعنكم ابنائكم

سنظل الى ان يشاء الله مهمومين بقضية الدستور اولا ام مجلس الشعب و ذلك لأن الامر خطير و يحتاج الى ضمير قبل الذكاء و قبل المنطق فمن تهمه مصر يرى ان الدستور هو العقد الذى يربط بين الشعب و مؤسسات الدولة المختلفة و هو المحدد لشكل العلاقة بين سلطات الدولة الثلاثة و بهذا الشكل فالشعب هو صاحب المصلحة في وضع الدستور بما يناسبه هو و ليس من المنطقى و لا من المعقول ان نسلم الامر لأحد السلطات التى يحكمها الدستور لتكتبه بنفسها لأنها في هذه الحالة اما ان تتغول و تتوحش في النصوص لحساب نفسها على باقى السلطات و اما ان تضع من النصوص ما يعفيها من اى مسئولية تجاه اى سلطة او حتى تجاه الشعب ، بل انها قد تضع نفسها وصية على الشعب و الحكومة ، و قد يتصور انها تتعامى عن الفصل بين السلطات لتصبح مهيمنة على غيرها بما يهدر كل الضمانات القانونية التى تحفظ للشعب حقوقه في قضاء مستقل و في حكومة تدير الدولة بدون عوائق رقابية غير القانون و ما سمحت به الدساتير من ادوات معروفة و محددة للرقابة على عملها
ان اعطاء البرلمان سلطة كتابة الدستور بنفسه توكيل يعتوره عوارض عدة عملية و اخلاقية و منطقية منها ان نصفه مكون من العمال و الفلاحين بينما نحن نكاد ان نجمع على الغاء هذه النسبة فهل يتصور ان يناقش المجلس القادم هذه الفكرة و يلغى هذه النسبة ؟ بل كيف نتصور ان هذه النسبة ستنتخب اصلا في البرلمان القادم ثم تلغى نفسها في الدستور الجديد ؟
ثم كيف يقرر البرلمان شكل الدولة و هل تكون برلمانية ام رئاسية اليس الشعب هو المخول بهذه المناقشة ؟ و اسئلة كصيرة يطرحها الضمير على من يحسبوا ان مغنما قد بات على الطريق و ان نصر ليست الا غنيمة و برلمان و اغلبية ، افيقوا يرحمكم الله قبل ان تلعنكم الاجيال القادمة مثلما نلعن من وضع الدستور الحالى
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments