القائمة الرئيسية

الصفحات

الجيش و الثورة و الثوار

هل يمكن لنا ان نحلل مسار العلاقة بين الجيش و الثورة و الثوار خلال عام كامل ؟
الواقع يقول ان شباب الثورة في ميدان التحرير و منذ نزول القوات المسلحة الى الشارع اولوهم ثقتهم و هم الذين هتفوا الجيش و الشعب ايد واحدة و قد ابدى الثوار حسن النية في القوات المسلحة و قيادتها و في اعقاب التنحى لم يناقش غالبية المعتصمين في التحرير شرعية اسناد مسئولية الحكم الى المجلس العسكرى و قبلوا اخر قرارات الطاغية بأريحية و رحابة صدر و لم يعترض الغالبية على هذا القرار الخارج على اى عرف دستورى فلو كان مجلس الشعب و رئيسه الموجود انذاك جزءا من المسئولية فقد تناسى الجميع ان لدينا رئيس محكمة دستورية مكلف دستوريا بتحمل المسئولية و هذا يعنى ان الشباب الثائر قد قبل ضمنيا ما يعنى وجود ثقة في العسكر و ترك الغالبية الميدان طوعا لا كرها
لكن ما ان حل اول احتكاك سياسى بين القوى الثورية و بين القائمين على الامور ابان المناقشة على الوضع الدستورى للبلاد الا و قد اوغرت الصدور قليلا فقد رأى الشباب الثائر " و معهم كل الحق حسب طبائع الثورات " ان يتم تشكيل لجنة تقوم بوضع دستور جديد للبلاد الا ان الجيش وضع الشعب في لوغاريتم لم يكن لدى الكثيرين حل له و هو الاستفتاء على تعديل الدستور او وضع دستور جديد و جرى الايعاز من اطراف كثيرة بان الافضل لمصر هو تعديل الدستور مؤقتا حتى يتسنى انتخاب برلمان جديد يقوم هو نيابة عن الشعب بأختيار من يقوم بوضع الدستور و كانت هذه النقطة و ما ترتب عليها متاهة كبيرة ادخلنا فيها الجيش بدون فائدة ما دمنا في كل الاحوال سننتهى الى ضرورة وضع دستور جديد فلماذا تأخرنا كل هذه المدة ثم ان ما تم من التشكيك في القوى المدنية و محاولة الايقاع بين الثوار الذين كانوا يؤيدوا ضرورة التصويت بلا و بين رجال الدين الذين حشدوا الناس وراء نعم بحجج كثيرة منها الاستقرار و منها تقصير المدة و منها ان الداعين للتصويت بلا هم في الاساس يريدوا حذف المادة الثانية من الدستور كل هذا وسط حياد " ظاهرى " من المجلس العسكرى ما اعطى صورة للشباب ان العسكر يحاول اطالة الفترة الانتقالية و وضح ان المجلس العسكرى الذى قال ان مدته في الصورة لن تزيد عن الستة شهور يريد في الواقع ان يبقى لفترة اطول مما يصرح به للناس
كانت هذه النقطة اول ضربة للثقة بين الشباب و بين المجلس العسكرى
و جاءت الضربة الثانية في التلكؤ الذى رأه الشباب مع رموز النظام السابق و على رأسهم مبارك نفسه لفترة زادت عن الشهرين و لم يرضخ العسكر الا بعد مليونية اعقبها كلمة مستفزة من مبارك تعمد فيها تهديد الشباب بملاحقاتهم قضائيا و كان هذا التحسب مع مبارك سببا كافيا لدى الشباب لأعتقادهم ان بين المجلس و بين مبارك من الود او الاسرار ما يفوق المعلن
صاحب كل هذا ما رؤه من بوادر حوادث طائفية و لجان تقصى حقائق لا تكشف اى حقائق سواء في اطفيح او امبابة وسط اتهامات رسمية لطرف ثالث و لأشباح غير معلومة بانها وراء ما يحدث و مع ذلك كانت كل دعوات الشباب لعزل رموز الحزب الوطنى فكيف يرفض الجيش اصدار قانونى الغدر و العزل ثم يواصل سياسة التضحية بالوطن الذى يتعرض لمؤامرات لجنة السياسات و شركاهم
كل هذا و لم يقوم الجيش مرة بالتفكير في مد جسور العلاقة مع الشباب او من يمثلهم مكتفيا ببيانات التأييد من هواة التمسح في السلطة و في حين كانت الهوة تزيد بين الشباب و الجيش كانت الثورة تذهب في طريق اخر بعيدا عن تحقيق اهدافها مكتفية من خلال الغالبية من الشعب البائس و بين القوى السياسية التقليدية التى اكتفت بأنتصارات تحققها بالتودد الى العسكر بأنتخابات جرى الاعداد لها من خلال قوانين اعدت لتزيد ابعاد الشباب عن الصورة و عن احتمالات بروز للقوى الجديدة على شاشة السياسة
و مضت الستة شهور التى طلبها الجيش دون ان يبدو في الافق اى انتقال للحياة المدنية مما اوغر الصدور اكثر فأكثر حتى حدث ما حدث في ماسبيرو ليكشف ان حالة طلاق حدثت بين العسكر و بين الشباب
و اصبح هتاف الجيش و الشعب ايد واحدة عنوان لمرحلة انتهت فعلا بين العسكر و بين الثورة 
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments